كتاب المستدرك على الصحيحين - ط الرسالة

[كتاب التفسير] - ٥٧ - ومن تفسير سورة الحديد - ج: 4 - ص: 587

قيس بن السَّكَن، عن عبد الله في قوله ﷿: ﴿يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ [الحديد: ١٢]، قال: يُؤتَون نورَهم على قَدْر أعمالهم، منهم مَن نورُه مثلُ الجبل، وأدناهم نورًا من نورُه على إبهامِه، يَطفَأُ مرةً ويَقِدُ أُخرى (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يُخرجاه.

٣٨٢٨ - حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد الرازي، حدثنا أبو زُرْعة عبيد الله بن عبد الكريم، حدثنا أحمد بن هاشم الرَّمْلي، حدثنا ضَمْرة بن رَبيعة، عن محمد بن ميمون، عن بلال بن عبد الله مؤذِّن بيت المَقدِس قال: رأيتُ عُبادةَ بن الصامت في مسجد بيت المَقدِس مستقبلَ الشَّرقِ - أو السُّور، أنا أشكُّ - وهو يبكي، وهو يَتلُو هذه الآية: ﴿فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ﴾ [الحديد: ١٣]، ثم قال: هاهنا أَرانا رسولُ الله ﷺ جهنَّمَ (٢).

---

(١) إسناده قوي. إدريس: هو ابن يزيد الأَوْدي، وعبد الله: هو ابن مسعود. وهو في "مصنف ابن أبي شيبة" ١٣/ ٢٩٩.
وأخرجه بنحوه الطبري في "تفسيره" ٢٧/ ٢٢٣، وكذا ابن أبي حاتم كما في "تفسير ابن كثير" ١/ ٨٤ من طريقين عن عبد الله بن إدريس، بهذا الإسناد.
وهو قطعة من خبر طويل سلف عند المصنف برقم (٣٤٦٥) من طريق مسروق عن ابن مسعود، وليس فيه التلاوة.
(٢) إسناده ضعيف لجهالة محمد بن ميمون وشيخه بلال، وقال الذهبي في "تلخيصه" متعقبًا المصنف في تصحيحه: بل منكر وآخره باطل، لأنه ما اجتمع عبادةُ برسول الله ﷺ هناك، ثم من هو ابن ميمون وشيخه، وفي نسخة أبي مسهر عن سعيد عن زياد بن أبي سَوْدة قال: رُئيَ عبادةُ على سور بيت المقدس يبكي، قال: من هاهنا أخبرنا رسول الله ﷺ أنه رأى جهنم؛ فهذا المرسَل أجودُ.
وهذا المرسل في "نسخة أبي مسهر" برقم (١٦)، ومن طريق أبي مسهر أخرجه الشاشي في "مسنده" (١٣١٢). وأبو مُسهِر: هو عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي.
وأخرجه أيضًا ابن حبان (٧٤٦٤)، والشاشي (١٣١١) و (١٣١٣)، والطبراني في "مسند الشاميين" (٣٤٣) من طريقين عن سعيد - وهو ابن عبد العزيز التنوخي - عن زياد بن أبي سودة. وسيأتي عند المصنف من طريق ثالثة عن سعيد برقم (٩٠٠٠). =