للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذهب عن إبراهيم الرَّوعُ وجاءته البشرى بإسحاق وأمن ممن كان يخافه، قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ (٣٩)[إبراهيم: ٣٩]، فجاء جبريل إلى سارة بالبشرى، فقال أبشري بولد يقال له: إسحاق، ومن وراء إسحاق يعقوب، قال: فضربت جبهتها عجبًا، فذلك قوله: ﴿فَصَكَّتْ وَجْهَهَا﴾ [الذاريات: ٢٩]، وقالت: ﴿أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (٧٢) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ [هود: ٧٢ - ٧٣] (١).

قد احتج البخاري بعِكرمة واحتج مسلم بالسُّدِّي، والحديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

٤٠٨٧ - أخبرني أبو سعيد أحمد بن محمد الأحمسي، حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع، حدثنا مروان بن جعفر السَّمُري، حدثنا حميد بن معاذ، حدثنا مُدرِك بن عبد الرحمن، حدثنا الحسن بن ذكوان، عن الحسن، عن سَمُرة، عن كعب الأحبار،


(١) رجاله لا بأس بهم، لكنه اختلف فيه عن عمرو بن حماد في ذكر التابعي، فذكر فيه أحمد بن نصر - وهو أحمد بن محمد نصر اللباد - عكرمة، وخالفه موسى بن هارون الطُّوسي، فذكر أبا صالح باذام مولى أم هانئ، وهذا أقوى وأثبت من رواية اللباد. وأبو صالح هذا ضعيف الحديث، لكنه لم ينفرد به كما سيأتي السُّدِّي: هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة.
فقد أخرجه الطبري في "تاريخه" ١/ ٢٧١ عن موسى بن هارون، عن عمرو بن حماد، عن أسباط، عن السُّدِّي، في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح، عن ابن عبّاس، وعن مُرة الهَمْداني، عن عبد الله - يعني ابن مسعود - وعن ناس من أصحاب رسول الله ، قال: قال جبريل لسارة … كذا قال في هذه الرواية، ولم يتعرض فيها لذكر سِنِّ إبراهيم وسارة لما بُشِّرا بإسحاق. وهذا القدر المذكور حسن الإسناد من رواية السُّدِّي عن مرة وعن ناس من الصحابة.
والظاهر أنَّ ما وقع هنا من ذكر سنِّ إبراهيم وسارة متلقّى عن أهل الكتاب كما تدل عليه رواية محمد بن إسحاق عند ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٦/ ٢٠٥٦ قال: ذكر لي عن بعض من قرأ الكتاب أن سارة كانت بنت تسعين سنة. ثم قال عن إبراهيم: وهو ابن عشرين ومئة سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>