للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من حُسن ثوابه، ويُسرِّيهِ (١) حسن لقائه، وإني أعاهدكما اليوم عهدًا لا أَخِيسُ به، أما أنت يا إبراهيم، فقد وَجَبَتْ لك الخُلّة على نفسي، فأنت خليلي من بين أهل الأرض دون رجال العالمين، وهي فَضيلةٌ لم ينلها أحدٌ قبلك ولا بُدَّ أحدٌ بعدك، فخَرَّ إبراهيم ساجدًا تعظيمًا لِما سَمِعَ من قول الله مُتشكِّرًا الله، وأما أنت يا إسحاق فتمنَّ علي بما شئت، وسَلْني واحتكم أُوتِكَ سؤالك، قال: أسألك يا إلهي أن تصطفيني لنفسك، وأن تُشفِّعَني في عبادك المُوحِّدين، فلا يلقاك عبدٌ لا يُشرك بك شيئًا إلا أجرته من النار، قال له ربه: قد أوجبتُ لك ما سألت وحتّمتُ لك وِلايتك، ما وعدتكما على نفسي وعدًا لا أُخْلِفُه، وعهدًا لا أَخِيسُ به، وعطاءً هنيئًا ليس بمردود (٢).

٤٠٩٤ - حدثني محمد بن صالح بن هانئ، حدثنا الحسين بن الفضل، حدثنا أبو غسان النَّهْدي، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن التّمِيمي، عن ابن عباس، قوله: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ﴾ [البقرة:١٢٤]، قال: مناسك الحج (٣).


(١) أي: يكشِفُ عنه الخوف ويزيله.
(٢) إسناده واهٍ من أجل عبد المنعم بن إدريس فهو لا شيء كما قال الذهبي في "تلخيصه"، وقال: ووهب إن صح وهب، فمن أين له هذه الخرافات إلّا من كتب تداولها اليهود الذين بدلوا التوراة، فما ظنك بغيرها؟!
وقد صح عن وهب بن منبه ما يشير إلى أنَّ الذَّبيح إسحاق فيما رواه عنه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٣٧ من طريق عبد الصمد بن معقل بن منبه، عن عمه وهب بن منبه، حيث ذكر خبر بشارة إبراهيم وسارة بغلام حليم هو إسحاق، وإسناده حسن، وهذا مصيرٌ منه إلى أن الغلام الحليم المذكور في الآية هو إسحاق الذي جاءت الآيات بعد ذلك بأنه صاحب قصة الذبح.
(٣) إسناده محتمل للتحسين من أجل التميمي: واسمه أربدَة، وقد سلف بيان حاله عند الحديث (٩٢٥).
وأخرجه الطبري في "تفسيره" ١/ ٥٢٦، وفي "تاريخه" ١/ ٢٨٤ من طريق أبي إسحاق السبيعي، به.
وأخرجه أحمد ٤/ (٢٧٠٧) من طريق أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن ابن عباس، ضمن حديثه الطويل في قصة الذبح، وإسناده صحيح.=

<<  <  ج: ص:  >  >>