للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأُنثاهُم، فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم: ألا قد مضى يومٌ من الأجل وحَضَرَكم العذابُ، فلما أصبحوا اليوم الثاني إذا وجوههم مُحمَرَّةً كأنما خُضِبتْ بالدماء، فصاحوا وضَجُّوا وبكوا وعرفُوا أنه العذابُ، فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم: ألا قد مضى يومان من الأجل وحَضَرَكم العذابُ، فلما أصبحوا اليوم الثالث إذا وجوههم مُسودَّةٌ كأنما طُلِيتْ بالقَارِ، فصاحوا جميعًا ألا قد حَضَرَكم العذابُ، فتكفَّنُوا وتَحنَّطُوا، وكان حَنُوطهم الصَّبِرَ والمُرَّ، وكانت أكفانُهم الأنطاعَ، ثم ألقوا أنفُسَهم بالأرض، فجعلوا يُقلِّبون أبصارهم إلى السماء مرّةً، وإلى الأرض مرّةً، لا يَدرُون من حيثُ يأتيهم العذاب من فوقهم من السماء، أو من تحت أرجُلِهم من الأرض، جَشَعًا (١) وفَرَقًا، فلما أصبحوا اليوم الرابع أتتهم صيحةٌ من السماء فيها صوتُ كلِّ صاعقةٍ وصوتُ كلِّ شيءٍ له صَوتٌ في الأرض، فتقطَّعَت قلوبهم في صدورهم، فأصبحوا في دِيارِهم جاثِمِين" (٢).


(١) أي: فزعًا وجشعًا، والفَرَق: الخوف.
(٢) إسناده واهٍ، أبو بكر بن عبد الله: هو أبو بكر الهُذَلي، وليس هو بأبي بكر بن أبي مريم، كما جزم به الذهبي في "تلخيصه"، وأبو بكر الهُذَلي هذا أخباري متروك الحديث، ولم يرو هذا الخبر عن شهرٍ غيره، وقد قيل في اسم أبيه: عبد الله.
وأخرجه الطبري في "تفسيره" ١٢/ ٦٥ - ٦٧، وفي "تاريخه" ١/ ٢٢٧ - ٢٣٠ عن القاسم بن الحسن، عن الحسين بن داود سُنيد، بهذا الإسناد.
تعاظَمَه: عظم عليه.
وتركُضُ: تضرب برجلها الأرض.
والفصيل: ولد الناقة إذا فُصل عن أمه.
ورغا: صوت وصاح.
والخَلُوق: ضرب من الطِّيْب يتخذ من الزعفران وغيره.
والمُرُّ: صمغُ شجرٍ له خصائص كثيرة ذكرها الأطباء في كتبهم.
والأنطاع: جمع نِطَع، وفيه لغات أخرى، وهو بساط من الأديم.
وجاثمين: أجسادًا ملقاةً في الأرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>