للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منهم أهلَه، فقالوا: قد وُلِد لعبد الله بن عبد المطلب غلامٌ سَمَّوه محمدًا، فالتقى القومُ فقالوا: هل سمعتُم حديثَ اليهوديّ وهل بَلَغَكم مَولِدُ هذا الغُلامِ، فانطَلقُوا حتى جاؤوا اليهوديَّ فأخبرُوه الخَبَرَ، قال: فاذهبُوا معي حتى أَنظُرَ إليه، فخرجُوا حتى أدخَلُوه على آمنةَ، فقال: أَخرجي إلينا ابنَك، فأخرجَتْه، وكشَفُوا له عن ظَهْرِه، فرأى تلك الشامةَ، فوقع اليهودي مَغشيًّا عليه، فلما أفاقَ قالوا: وَيلَكَ، ما لكَ؟ قال: ذهبتْ واللهِ النبوةُ من بني إسرائيل، فَرِحتُم به يا معشرَ قُريش، أما واللهِ لَيَسْطُوَنَّ بكُم سَطُوةً يَخرُج خَبرُها من المَشرِق والمَغرب. وكان في النَّفَر يومئذ الذينَ قال لهم اليهوديُّ ما قال؛ هشام والوليد بن المغيرة ومُسافِر بن أبي عمرو وعُبيدة بن الحارث بن عبد المُطّلب، وعُتبةُ بن رَبيعة شابٌّ فوقَ المُحتَلِم، في نَفَرٍ من بني مَنَافٍ وغيرهم من قُريش (١).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

وقد تَواتَرتِ الأخبارُ أنَّ رسولَ الله وُلد مَختُونًا مَسرُورًا (٢)، ووُلِد رسولُ الله


(١) إسناده ضعيف كما أفاده الذهبي في "تلخيصه" متعقِّبًا الحاكم في تصحيحه. قلنا: وذلك لجهالة يحيى الكناني - وهو ابن علي بن عبد الحميد - ومع ذلك حسَّن إسنادَه ابن حجر في "الفتح" ١٠/ ٤٤٣، ولم يتابع أحدٌ من أصحاب محمد بن إسحاق الكنانيَّ هذا!
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ١٠٨ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ١/ ١٦٢، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣/ ٤١٧ عن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي، عن أبي عُبيدة بن عبد الله بن أبي عُبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر وغيره، عن هشام بن عُرْوة به. وأبو عبيدة هذا مجهول كذلك، بل لم يَرد ذكرُه في شيء من كتب التراجم والتاريخ إلّا في هذا الخبر.
(٢) عقَّبَ الذهبيُّ على كلام المصنّف هذا في "ميزان الاعتدال" بقوله: ومن شقاشقه قوله: إنَّ المصطفى وُلد مسرورًا مختونًا قد تواتر هذا. وقال في "تلخيص المستدرك": ما أعلم صحة ذلك، فكيف متواترًا؟! وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" ٣/ ٣٨٨: زعم بعضهم أنه متواتر، وفي هذا كله نظر.
قلنا: وخبر أنه وُلد مختونًا رُوي من حديث أنس، والعباس بن عبد المطلب، وابن عباس وابن عمر، وأبي هريرة، وأبي بكرة: =

<<  <  ج: ص:  >  >>