وقوله: "أشكل العينين" فسّره في رواية المصنف بالفارسية، وبالعربية في بعض روايات الحديث بأنه طويل شَقّ العين. وهذا التفسير كلُّه من سماك كما توضحه بعض روايات الحديث، وقد أصاب فيه إلّا في تفسيره "أشكل العينين"، فإنَّ المعروف في اللغة أنَّ الشُّكْلة هي حُمرة في بياض العين، وهي صفة محمودة، نبَّه عليه القاضي عياض في "المشارق" ٢/ ٢٥٣ وغيرُه. وما وقع في ثاني روايتي ابن حبان فخطأ أيضًا، لأنَّ الشُّهْلة حمرة في سواد العين. وبادام جشم عبارة فارسية معناها: لَوزيّ العين، كما في "المعجم الذهبي" ص ٨٩. (١) إسناده ضعيف، حجاج - وهو ابن أرطاة - فيه لين، وهو مدلِّس وقد عنعنه. وأخرجه الترمذي (٣٦٤٥) عن أحمد بن منيع بهذا الإسناد. وقال: حسن غريب. وأخرجه أحمد ٣٤/ (٢١٠٠٤) عن سريج بن النعمان، عن عباد بن العوّام، به. والمعروف في حديث جابر بن سمرة ذكر قلة لحم العَقِبَ فقط دون ذكر الساق، كما في بعض روايات الحديث الذي قبل هذا، حيث قال جابر: كان رسول الله ﷺ منهُوس العَقِب، وفَسَّره سِماكٌ راويه بأنه قليل لحم العَقِب. ويشهد لقوله: لا يضحك إلّا تبسُّمًا، حديث عائشة عند البخاري (٤٨٢٤)، ومسلم (٨٩٩) أنها قالت: ما رأيت رسول الله ﷺ مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لهواتهِ، إنما كان يتبسَّم. وحديث عبد الله بن الحارث عند الترمذي (٣٦٤٢) وصحَّحه. وقوله: "أكحل العينين وليس بأكحل" فهو إنما يكون بسبب كثرة الشعر النابت على حرفي الجَفْن، ويشهد له حديث أبي هريرة في وصفته ﷺ عند أحمد ١٤ (٨٣٥٢) وغيره: أنه ﷺ كان أهدب أشفار العينين. وإسناده حسن.