للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا لَلرِّجالِ وصَرْفِ الدَّهرِ والقَدَرِ … وما لِشيءٍ قَضاهُ اللهُ من غِيَرِ

حتى خديجةُ تَدْعُوني لأُخبِرَها … وما لها بخَفيِّ الغَيبِ من خَبَرِ

جاءتْ لِتسألَني عنه لأُخبِرَها … أمرًا أَراهُ سيأتي الناسَ مِن أُخَرِ

فخَبَّرتني بأمرٍ قد سمعتُ به … فيما مضى من قَديم الدهرِ والعُصُرِ

بأن أحمدَ يأتيه فيُخبِرُه … جِبريلُ أنّكَ مَبْعُوثٌ إلى البَشَرِ

فقلتُ: عَلَّ الذي تَرْجِينَ يُنْجِزُه … لكِ الإلهُ فرَجِّي الخيرَ وانتظِرِي

وأرسلِيه إلينا كي نُسائِلَه … عن أمرِه ما يَرى في النومِ والسَّهَرِ

فقال حين أتانا مَنْطِقًا عجبًا … تَقِفُّ منه أعالي الجِلدِ والشَّعَرِ

إني رأيتُ أمينَ اللهِ واجَهَني … في صورةٍ أُكمِلَتْ من أَهْيَبِ الصُّوَرِ

ثم استمرَّ فكادَ الخوفُ يَذْعَرُني … مما يُسلِّمُ مِن حَولي مِن الشَّجَرِ

فقلتُ: ظنِّي وما يُدرَى أَيَصدُقُني … أن سوفَ تُبعَثُ تتلُو مُنزَلَ السُّوَر

وسوف أُبْلِيكَ إن أعلنْتُ دعوتَهم … من الجهادِ بلا مَنٍّ ولا كَدَرِ (١)

٤٢٥٨ - أخبرني إسماعيل بن محمد بن الفَضْل، حدثنا جَدِّي، حدثنا إبراهيم بن المُنذِر، حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت الزُّهْري، حدثنا الزّبير بن موسى، عن أبي الحُوَيرث، عن قَبَاثِ بن أُشْيَمَ الكِنَاني ثم اللَّيثيّ، قال: تَنبّأَ رسولُ الله


(١) ضعيف لإرساله، والصحيح أنه من مرسل ابن إسحاق - وهو محمد بن إسحاق بن يسار المطَّلبي - فقد رواه البيهقي في "الدلائل" ٢/ ١٤٩ - ١٥٠ عن أبي عبد الله الحاكم، بسنده الذي هنا، فلم يذكر فيه عبد الملك الثقفي، وكذلك هو في "سيرة ابن إسحاق" برواية يونس بن بكير (١٤٢) دون ذكر عبد الملك فيه. والظاهر أنَّ المصنِّف صار يُلحقه مُؤخَّرًا لما صنَّف هذا الكتاب، اغتِرارًا بورود قصة تسليم الشجر هنا في شِعر ورقة، وهي قصة رواها ابن إسحاق في "سيرته" كما في رواية ابن هشام عن البكائي عنه ١/ ٢٣٤ - ٢٣٥، وكما في رواية يونس بن بكير (١٤٠) عن عبد الملك الثقفي المذكور، وهو تابعي يروي عن عثمان بن عفان، فالظاهر أنَّ المصنِّف ظن أنَّ ابن إسحاق إنما أخذه عن عبد الملك فذكره، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>