للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَن لا تَعرِفون، فقالت الظَّعِينةُ: فلا تَلاوَمُوا، فلقد رأينا وجهَ رجلٍ لا يَغدِرُ بكم، ما رأيتُ شيئًا أشبَهَ بالقمر ليلةَ البدرِ من وجْهِه، فلما كان العشيُّ أتانا رجلٌ فقال: السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاتُه، أأنتُمُ الذين جئتُم من الرَّبَذة؟ قلنا: نعم، قال: أنا رسولُ رسولِ الله إليكم، وهو يأمرُكم أن تأكُلُوا من هذا التمر حتى تَشْبَعوا وتكتالُوا حتى تَستَوفُوا، فأكلْنا من التمر حتى شَبِعْنا، واكْتَلْنا حتى استَوفَينا، ثم قَدِمْنا المدينةَ من الغدِ، فإذا رسولُ الله قائمٌ يخطُب الناسَ على المِنبَر، فسمعتُه يقول: "يدُ المُعطي العُلْيا، وابدَأْ بمن تَعُولُ: أمَّك وأباك، وأختَك وأخاك، وأَدْناك أَدْناك" وثَمَّ رجلٌ من الأنصار، فقال: يا رسول الله، هؤلاء بنو ثعلبة بن يَرْبُوع الذين قَتَلُوا فلانًا في الجاهلية، فخُذْ لنا بثأرِنا، فرفع رسولُ الله يَدَيه حتى رأيتُ بَياضَ إبطَيه، فقال: "لا تَجْني أمٌّ على وَلَدٍ، لا تَجْني أمٌّ على وَلَدٍ" (١).

هذا حديث كبير صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

٤٢٦٦ - أخبرني محمد بن يعقوب الحافظ، حدثنا محمد بن إسحاق الثَّقَفي، حدثنا أبو كُريب، حدثنا مُصعَب بن المِقْدام، حدثنا إسرائيل، عن عُثمان بن المُغِيرة،


(١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن من أجل أحمد بن عبد الجبار - وهو العُطاردي راوية مغازي يونس بن بكير عن ابن إسحاق - وقد توبع.
وأخرجه بطوله ابن حبان (٦٥٦٢) من طريق الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد، به.
وأخرج منه مقالة النبي على المنبر: النسائيُّ (٢٣٢٣)، وابن حبان (٣٣٤١) من طريق الفضل بن موسى، عن يزيد بن زياد، به.
وأخرج منه آخره المرفوع ابن ماجه (٢٦٧٠) من طريق عبد الله بن نمير، والنسائي (٧٠١٤): من طريق الفضل بن موسى، كلاهما عن يزيد بن زياد، به.
والبِياعة، بكسر الباء وتخفيف الياء آخر الحروف: هي السِّلْعة، والظاهر أن المعنى: كنت في صدد بيع سلعةٍ.
والظعينة: المرأة، وهو في الأصل اسم للراحلة يُظعَنُ عليها، أي: يُسار، ثم أطلق على المرأة التي تركبها.
وقوله: "بمن تَعُول" أي: بمن تَمُون وتلزمك نفقته.

<<  <  ج: ص:  >  >>