للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخرجاه.

٤٢٨١ - أخبرنا أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازِم الغِفاري، حدثنا عُبيد الله بن موسى، أخبرنا أسامة بن زيد، عن محمد بن المُنكَدِر، عن سَفِينة، قال: ركبتُ البَحْرَ في سفينةٍ، فانكسَرَتْ، فركبتُ لَوحًا منها فطَرَحَني في أجَمَةٍ فيها أسدٌ، فلم يَرُعْني إلّا به، فقلت: يا أبا الحارث، أنا مَولَى رسولِ الله ، فطأَطأَ رأسَه وغَمَزَ بِمَنْكِبِه شِقِّي، فما زال يَعْمِرُني ويَهديني إلى الطّريقِ، حتى وَضَعَني على الطّريقِ، فلما وَضَعَني هَمْهَمَ، فظننتُ أنه يُودِّعُني (١).


= ويشهد له حديث أبي سعيد الخُدْري أو أبي هريرة - على الشك - عند أحمد ١٧/ (١١٠٨٠) ومسلم (٢٧)، وابن حبان (٦٥٣٠) بالقصة نفسها.
(١) حديث صحيح إن صح سماع محمد بن المنكدر له من سفينة، وهو الراجح، وهذا إسناد لا بأس برجاله، واختُلف فيه على أسامة بن زيد - وهو الليثي - فرواه عُبيد الله بن موسى - كما في رواية المصنف هنا - وعثمان بن عمر بن فارس وخلف بن موسى البلخي عنه عن محمد بن المنكدر، ليس بينهما أحد، وخالفهم عبدُ الله بن وهب عند المصنف في الرواية الآتية (٦٦٩٥) وجعفرُ بن عون، فروياه عن أسامة بن زيد، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن محمد بن المنكدر، فزادا في الإسناد محمد بن عبد الله العثماني، وهو صدوق لا بأس به، وسماع أسامة بن زيد من ابن المنكدر صحيح أيضًا، وأسامة بن زيد متابع عن ابن المنكدر.
وأما سماع محمد بن المنكدر من سفينةَ فممكنٌ جدًّا، فقد كان سفينة حيًا زمن ولاية الحجاج الثقفي على الحجاز من قِبَل عبد الملك بن مروان، وذلك فيما قاله سعيد بن جُمهان: لقيتُه ببطن نخلة في زمن الحجاج، وبطنُ نخلة موضع بين مكة والطائف، وإنما ولي الحجاج الحجاز بعد قتله عبد الله بن الزبير سنة ٧٣، فكان سفينة حيًّا إذ ذاك، وجزم الذهبي في "السير" بأن ابن المنكدر ولد سنة بضع وثلاثين، وعليه يكون سنُّ محمد بن المنكدر وقتها أربعة وثلاثين عامًا، وجزم الحافظ ابن حجر في "التهذيب" بغير ما جزم به الذهبي، اعتمادًا على ما قاله ابن عيينة بأنَّ ابن المنكدر بلغ نيفًا وسبعين سنة مع القول بأنه مات سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين ومئة، فجزم بأنَّ مولد ابن المنكدر يكون على ذلك قبل سنة ستين بيسير، وبنى على ذلك بأنَّ روايته عن سفينة مرسلة. لكن الحافظ ذهل عن أن سفينة كان حيًّا زمن ولاية الحجاج، أي: سنة ثلاث وسبعين على أقل تقدير، فيكون عمر محمد بن المنكدر إذ ذاك أربعة عشر عامًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>