للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعلى الأمرِ بالمعروف والنهْي عن المُنكَر، وعلى أن تقُولُوا في الله لا تأخذُكم لومةُ لائِمٍ، وعلى أن تنصُروني إذا قَدِمتُ عليكم، وتَمنَعُوني مما تَمنَعُون منه أنفُسَكم وأزواجَكم وأبناءَكم، ولكُمُ الجنة"، فقُمْنا نَبايِعُه، فأخذ بيده أسعدُ بن زُرارةَ وهو أصغر السبعين، إلّا أنه قال: رُوَيدًا يا أهلَ يَثرِبَ، إنا لم نَضْرِب إليه أكباد المَطيِّ إِلَّا ونحن نَعلَمُ أنه رسولُ الله، وإن إخراجَه اليومَ مُفارقَةُ العربِ كَافَّةً، وقتلُ خِيارِكُم، وأن يَعضَكُمُ السيفُ، فإما أنتم قومٌ تَصبِرون عليها إذا مَسَّتْكُم وعلى قتل خِيارِكُم ومُفارقَةِ العَرَبِ كافَّةَ، فَخُذُوه وأجرُكم على الله، وإما أنتم تَخافُون من أنفُسِكم خِيفَةً فذَرُوه، فهو أعذَرُ عند الله ﷿، فقالوا: يا أسعدُ، أمِطْ عنا يَدَك، فوالله لا نَذَرُ هذه البيعةَ ولا نَستَقِيلُها، قال: فقُمنا إليه رجلًا رجلًا، فأَخَذَ علينا ليُعطينا بذلك الجنة (١).

هذا حديث صحيح الإسناد، جامعٌ لِبَيعة العقبةِ، ولم يُخرجاه.

٤٢٩٨ - حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أخبرنا عبيد بن شَريك، حدثنا يحيى بن بكير، حدثني الليثُ، عن عُقَيل، عن ابن شِهَاب، قال: كان بين ليلة العَقَبة وبين مُهاجَرِ رسول الله [ثلاثة] (٢) أشهرٍ، أو قريبًا (٣) منها، وكانت بَيعةُ الأنصارِ رسولَ الله


(١) حديث قوي، وهذا إسناد حسن من أجل يحيى بن سُلَيم - هو الطائفي - وقد تُوبع. ابن خُثيم: هو عبد الله بن عثمان، وأبو الزبير: هو محمد بن مسلم بن تدرُس المكي.
وأخرجه ابن حبان (٧٠١٢) عن محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، عن ابن أبي عمر العَدَني، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد ٢٣/ (١٤٦٥٣) عن إسحاق بن عيسى بن الطباع، عن يحيى بن سُلَيم، به.
وأخرجه أحمد ٢٢/ (١٤٤٥٦)، وابن حبان (٦٢٧٤) من طريق معمر بن راشد عن ابن خُثيم به.
وانظر ما تقدَّم برقم (٤٢٦٦)، وما سيأتي برقم (٤٢٩٩) و (٥٤٩٢).
(٢) لفظة "ثلاثة" سقطت من (ز) و (ب)، ومحلُّها في (ص) و (ع) بياض، وهي ثابتة في النسخة المحمودية كما في طبعة الميمان، وكذا هي ثابتة في خبر الزُّهْري عند سائر من خرَّجه عنه.
(٣) كذا جاء في النسخ الخطية بالنصب، ويجوز ذلك على أن يكون اسم "كان" محذوفًا، تقديره: =

<<  <  ج: ص:  >  >>