للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هما نزلا بالهَدْيِ وارتحلا به … فقد فاز مَن أمسى رفيق محمد

فيا لقُصَيٍّ ما زَوَى الله عنكم … به من فَعَال لا تُجارَى وسُؤدَدِ

ليَهْنِ أبا بكر سعادة جده … بصحبته، من يسعد الله يسعد

ويهن بني كعب (١) مقامُ فَتاتِهِمْ … ومَقعدها للمؤمنين بمرصد

سَلُوا أختَكُم عن شاتها وإنائها … فإنكم إن تسألُوا الشاةَ تَشْهَدِ

دعاها بشاةٍ حائل فتَحلَّبَتْ … عليه صريحًا ضَرّةُ الشاةِ مُزبِدِ

فغادَرَه رَهْنًا لَدَيها لِحَالِبِ … يُردِّدُها في مصدَرٍ بعد مورد

فلما سمع حسان بذلك، شَبَّب يُجاوِبُ الهاتف، فقال:

لقد خاب قومٌ زال عنهم نبيهم … وقُدِّس مَن يَسْرِي إليهم ويَغْتَدِي

ترحَّل عن قومٍ فزالت عقولهم … وحَلَّ على قوم بنور مُجدَّدِ

هداهُم به بعد الضلالة ربُّهم … فأرشدهم مَن يَتْبَع الحقَّ يَرشُدِ

وهل يستوي ضُلّال قومٍ تَسفّهوا … عمى وهداةٌ يَهتدون بمُهتدي

وقد نزلت منه على أهل يثربٍ … ركاب هُدًى حَلّت عليهم بأَسعُدِ

نبيٌّ يرى ما لا يرى الناس حوله … ويتلو كتاب الله في كلِّ مَشْهَدِ

وإن قال في يومٍ مقالة غائب … فتصديقها في اليوم في ضُحَى الغَدِ (٢)


(١) في أصولنا الخطية: أبا بكر، بدل: بني كعب، وهو خطأ نشأ عن انتقال النظر إلى البيت الذي قبله، وبنو كعب هم أحد خُزاعة، وهو كعب بن عمرو بن ربيعة قبيل أم معبد.
(٢) أصل حديث أم معبد هذا حسن إن شاء الله بتعدد طرقه، وقد حسنه الحافظ العلائي في "إثارة الفوائد" ٢/ ٧١٧، ومن قبله قال ابن عبد البر في "الدرر في اختصار المغازي والسير" ص ٨٣: مشهور عن الثقات، وقال ابن كثير في "البداية والنهاية" ٤/ ٤٧٢: قصة أم معبد مشهورة مروية من طرق يشُدُّ بعضها بعضًا.
قلنا: حزام بن هشام وأبوه لا بأس بهما، وقد اختلف في صحبة هشام، والصحيح أنه تابعي، =

<<  <  ج: ص:  >  >>