وأخرجه الطبري في "تاريخه" ٢/ ٤١٨ من طريق عُبيد الله بن موسى، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" ٣/ ٩٢ من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين، كلاهما عن إسرائيل، عن جده أبي إسحاق، عن حُجير التغلبي، عن الأسود، عن ابن مسعود، بلفظ: تسع عشرة. وخالفهما وكيع عند ابن أبي شيبة ٢/ ٥١٤ فرواه عن إسرائيل بلفظ: سبع عشرة. وأخرجه الطبري في "تاريخه" ٢/ ٤١٨ عن محمد بن حميد الرازي، عن هارون بن المغيرة، عن عنبسة بن سعيد الرازي، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود، بلفظ: تسع عشرة. وابن حميد ضعيف جدًّا. وأخرجه أبو داود (١٣٨٤) وغيره عن حكيم بن سيف، عن عُبيد الله بن عمرو الرَّقِّي، عن زيد بن أبي أُنيسة، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ: "أطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين" ثم سكت. وحكيم ليس بذاك المتين، وقد انفرد برفعه من طريق الأسود عن ابن مسعود، فروايته شاذّة. قلنا: والأشبه فيه عن ابن مسعود موقوفًا قول من قال: سبع عشرة، لموافقة روايتهم رواية سفيان الثوري عن الأعمش عن إبراهيم النخعي عن الأسود التي ذكرناها في الطريق السابقة، ولموافقتها أيضًا قول جمهور أهل المغازي أنَّ بدرًا كانت في السابع عشر من رمضان، والله تعالى أعلم. وقد روي عن ابن مسعود في تحري ليلة القدر حديثٌ مرفوع أخرجه البزار (١٧٣٩)، وأبو بكر القطيعي في "جزء الألف دينار" (٣٠٦) وغيرهما من طريق أبي وائل، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: "قد كنت أعلمتها ثم انفلتت مني، فاطلبوها في تسع يبقين، أو سبع يبقين، أو ثلاث يبقين" زاد القطيعي: "أو خمس يبقين". وإسناده صحيح.