ونقل ابن رجب عن علي بن المديني أنه قال في حديث من رواية أبي عبيدة عن أبيه: هو منقطع، وهو حديث ثبت. قلنا: وهذه القصة مشتهرة عند أهل المغازي والسير، فقد أوردها الواقدي في "مغازيه" عن شيوخه، وروى ابن عبّاس عن عمر بن الخطاب بعضًا منها في شأن مشورة أبي بكر وعمر ﵄ في أمر الأسارى، وموافقة التنزيل لعمر بن الخطاب في رأيه فيهم. ولأجل ذلك حكم الترمذي على خبر ابن مسعود هذا بأنه حسن بعد أن أورد طرفًا منه. وما استنكره الواقديُّ وغيره في هذا الخبر من كون سُهيل ابن بيضاء لم يشهد بدرًا وإنما شهدها أخوه سهل، فمدفوع بقول ابن الكلبي وابن إسحاق وموسى بن عقبة بأنَّ سُهيلًا شهد بدرًا، بل نص ابن الكلبي على أنه هو الذي أُسر يوم بدر، كما بين ذلك ابن حجر في "الإصابة" ٣/ ٢٠٩. جرير: هو ابن عبد الحميد، والأعمش: هو سليمان بن مهران. وأخرجه أحمد ٦ / (٣٦٣٢)، والترمذي (٣٠٨٤) من طريق أبي معاوية، وأحمد (٣٦٣٣) من طريق زائدة بن قدامة، و (٣٦٣٤) من طريق جرير بن حازم، ثلاثتهم عن الأعمش، بهذا الإسناد. لكن قال جرير بن حازم في روايته: فقام عبد الله بن جحش فقال، فذكر عبد الله بن جحش بدل ابن رواحة، وقال في روايته أيضًا: سَهْل ابن بيضاء، بدل سُهيل. وهو. خطأ منه ﵀، والصواب رواية جماعة أصحاب الأعمش بذكر عبد الله بن رواحة وسهيل بن بيضاء. (١) عند البيهقي في "سننه الكبرى" ٩/ ٨٩ عن أبي عبد الله الحاكم: مَناحِهم.