للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَعِندَهم إذ أُتينا فقيل: هؤلاء الأُسارى قد أُتي بهم، فرجعت إلى بيتي ورسول الله فيه، فإذا أبو يزيد سُهيل بن عمرو في ناحيةِ الحُجْرة مجموعتان يَداهُ إلى عنقه بحَبْل، فوالله ما مَلَكتُ حين رأيتُ أبا يزيد كذلك أن قلتُ: أي أبا يزيد، أعطَيْتُم بأيدِيكُم! ألا مُتُّم كِرامًا، فما انتهيت إلا بقول رسول الله من البيت: "يا سودة، على الله وعلى رسوله؟! " فقلتُ: يا رسول الله، والذي بعثك بالحقِّ، ما مَلَكْتُ حين رأيتُ أبا يزيد مجموعةً يَداهُ إلى عنقه بالحبل أن قلتُ ما قلت (١).


(١) رجاله لا بأس بهم، لكن الصحيح أنه عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن مرسلًا دون ذكر جده عبد الرحمن، وقد انفرد المُصنّف هنا في "المستدرك" بذكره في رواية يونس بن بُكير، فإنَّ البيهقي قد رواه في "سننه الكبرى" ٩/ ٨٩ عن أبي عبد الله الحاكم بدونه.
وكذلك أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" ٣/ ٣٢٢ من طريق أبي الحسين رضوان بن أحمد الصيدلاني، عن أحمد بن عبد الجبار العطاردي، عن يونس بن بكير، فلم يذكره.
وكذلك رواه سائر أصحاب محمد بن إسحاق عنه، عن عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبيد الله، مرسلًا كما سيأتي تخريج طرقهم.
لكن ذكر أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٤٦٧٥)، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٣/ ٣٢٢ أنَّ هذا الخبر جاء عند بعض من تأخر من رواية يزيد بن هارون، ومن رواية وهب بن جرير عن أبيه جرير بن حازم (كلاهما جرير وزيد) بذكر عبد الرحمن، كذا قالا، وهو وهم ممن روى هذا الخبر من المتأخرين من طريقهما، وذلك لأنَّ ابن أبي شيبة قد رواه في "مصنفه" ١٤/ ٣٦٩ عن يزيد بن هارون، وكذلك رواه إسحاق بن راهويه في "مسنده" (٢٠٩٥) عن وهب بن جرير بن حازم عن أبيه، كلاهما عن ابن إسحاق، به، دون ذكر عبد الرحمن، فاتضح بذلك وهم من ذكر فيه عبد الرحمن، وبان اتفاقُ أصحاب محمد بن إسحاق على إرساله، ومما يزيد الأمر تأكيدًا أنّ الواقدي قد رواه عن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عثمان بن حنيف، عن عبد الله بن أبي بكر، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن مرسلًا، كذلك رواه عن الواقدي كاتبه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٦/ ١٢١، ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٧٣/ ٥١، فهذه طريق أخرى عن عبد الله بن أبي بكر جاء فيها الخبر مرسلًا.
وقد وقع في اسم والد عبد الرحمن اختلافٌ بين أصحاب محمد بن إسحاق، فبعضهم يسميه أسعد بن زرارة - بالألف كما وقع هنا، وبعضهم يسميه سعد بن زرارة - بغير ألف وهما أخوان =

<<  <  ج: ص:  >  >>