للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا تَعجَلَنَّ فقد أتا … كَ مُجيب صوتك غير عاجِزْ

ذو نِيّة وبَصيرة … والصدقُ مَنْجا كل فائزْ

إني لأرجو أن أُقِيـ … م عليك نائحة الجنائزْ

مِن ضَرْبةٍ نجلاء يب … قى ذِكْرُها عند الهَزاهِزْ

فقال له: عمرو: مَن أنت؟ قال: أنا عليٌّ، قال: ابن من؟ قال: ابن عبد مناف، أنا علي بن أبي طالب، فقال: عندك يا ابن أخي من أعمامك من هو أسن منك، فانصرف فإني أكره أن أُهريق دمك، فقال علي: لكني والله ما أكره أن أُهريق دمك، فغضب، فنزل فسَلَّ سيفه كأنه شُعله نارٍ، ثم أقبل نحو عليٍّ مُغضَبًا واستقبله عليٌّ بدَرَقَتِه، فضربه عمرو في الدَّرَقة فقَدَّها وأثبت فيها السيف، وأصاب رأسَه فشَجَّه، وضربه علي على حبل العاتق، فسقط وثارَ العَجَاجُ، فسمع رسول الله التكبير، فعرف أنَّ عليًّا قتله، فثَمّ يقول عليٌّ:

أعليَّ يَقتحم الفَوارِسُ هكذا … عني وعنهم أخَّرُوا أصحابي

اليومَ يَمنعُني الفِرارَ حَفِيظَتي … ومُصَمِّمٌ في الرأس ليس بِنَابِي

آلى ابن عَبدٍ حينَ شَدَّ أَلِيَّةً … وحلفتُ فاستمعوا من الكذاب

أنْ لا أُصدِّقَ مَن يُهلِّلُ فالْتَقَى (١) … رجُلانِ يضطربان كل ضراب

فصدَرْتُ حين تركتُه مُتجدِّلًا … كالجذع بين دكادِكِ وروابي

وعَفَفْتُ عن أثوابه وَلَوَ انَّني … كنتُ المُقطَّرَ بَزَّني (٢) أَثوابي

عَبَدَ الحجارة من سَفَاهِةِ عَقْلِهِ … وعَبَدْتُ ربَّ محمدٍ بصَوابِ


(١) في النسخ الخطية: يُهلِّل بالتُّقى. ولعلّ معناه: من يرفع صوته ويصدع بالتقوى، ويكون ما بعده مستأنفًا، والمثبت من سائر مصادر تخريج الخبر، ومن "الروض الأنف" للسُّهيلي، وهو أحسن وأوجه.
(٢) أي: سلبني.

<<  <  ج: ص:  >  >>