للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لَيقتُلُ رجالَهم بالسُّيوف، إذ يقول هاتفٌ باسمِها: أين فُلانةُ؟ فقالت: أنا واللهِ، قلت: وَيلَكِ ما لكِ؟ فقالت: أُقتَلُ والله، فقلتُ: ولِمَ؟ قالت: لحَدَثٍ أحدثْتُه، فانطُلِقَ بها فضُرِبَتْ عُنقُها، فما أَنسَى عَجَبًا منها طِيبةَ نفسِها وكثرةَ ضَحِكِها، وقد عَرَفَت أنها تُقتَلُ (١).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.

٤٣٨٢ - أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العَنَزي، حدَّثنا عثمان بن سعيد الدارِمي، حدَّثنا أبو الوليد، حدَّثنا عِكْرمة بن عمّار.

وحدثنا محمد بن إبراهيم بن الفضل الهاشمي - واللفظ له - حدَّثنا أحمد بن سَلَمة، حدَّثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو عامر، حدَّثنا عِكْرمة بن عمّار، عن إياس بن سَلَمة، عن أبيه، قال: أمَّر رسول الله أبا بكر فغَزَونا ناسًا من بني فَزَارة، فلما دَنَونا من الماء أمَرَنا أبو بكر فَعَرَّسْنا، فلما صلَّينا الصبحَ أمرنا أبو بكر فشَنَنّا الغارَةَ، قال: فورَدْنا الماءَ فقتَلْنا به مَن قَتلْنا، قال: فانصرف عُنُقٌ من الناس، وفيهم الذَّراريُّ والنساء قد كادُوا يَسبِقُون إلى الجبل، فطرَحْنا سهمًا بينهم وبين الجبل، فلما رأَوا السهمَ وقَفُوا، فجئتُ بهم أسُوقهم إلى أبي بكر، وفيهم امرأةٌ من بني فَزَارة عليها قَشْعٌ من أَدَمٍ معها ابنةٌ لها من أحسنِ العرَبِ، قال: فنفَّلَني أبو بكر ابنتَها، قال: فقدِمْتُ المدينةَ، فلقِيَني رسولُ الله بالسُّوق، فقال لي: "يا سلمةُ، لله أبوكَ هَبْ لي المرأةَ" فقلت:


(١) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق: وهو محمد بن إسحاق بن يسار.
وأخرجه أحمد ٤٣ / (٢٦٣٦٤) من طريق إبراهيم بن سعد الزُّهْري، وأبو داود (٢٦٧١) من طريق محمد بن سلمة الحَرَّاني، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وقد فسَّر ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٢٤٢ قول المرأة اليهودية لحدثٍ أحدثتُه، قال: هي التي طَرَحَت الرَّحى على خلّاد بن سويد، فقتلتْه.
وقال الخطابي في "معالم السنن" ٢/ ٢٨١: يقال: إنها كانت شتمت النبي ، وفي ذلك دلالة على وجوب قتل من فعل ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>