للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق قال: حدّثني عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حَزْم، عن عامر بن عبد الله بن الزُّبير، عن أم سلمة: أنها قالت لامرأةِ سلمة بن هِشام بن المُغيرة: ما لي لا أرى سلمةَ يَحضُر الصلاةَ مع رسول الله ومع المسلمين؟ قالت: والله ما يستطيعُ أن يَخرُجَ، كلّما خَرَجَ صاحَ به الناسُ يا فُرّارُ، أفَرَرتُم في سبيل الله؟! حتى قعدَ في بيتِه فما يَخرُج، وكان في غزوة مُؤتةَ مع خالدِ بن الوليد (١).


(١) رجاله لا بأس بهم، لكن عامر بن عبد الله بن الزبير لم يسمعه من أم سلمة كما تُوهمه رواية الحاكم هنا، وقد ساق الحاكم إسنادَ هذا الخبر في رواية البيهقيّ عنه في "الدلائل" ٤/ ٣٧٤ بسياقةٍ أضبط مما ساقه هنا، حيث قال: عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنَّ أمَّ سلمة قالت لامرأة سلمة بن هشام. وكذلك جاء في رواية ابن الأعرابي وضوان بن أحمد عن أحمد بن عبد الجبار، وهذا أوفَقُ لرواية سائر من روى هذا الخبر عن ابن إسحاق، فقد ذكروا جميعًا في رواياتهم أنَّ عامرًا يرويه عن بعض آل الحارث بن هشام: أنَّ أمَّ سلمة قالت لامرأة سلمة بن هشام. وهذا أيضًا ليس فيه تصريح بسماع ذلك الرجل المبهم للخبر من أم سلمة، ففيه إبهام وإرسال، وقد روى الواقدي هذا الخبر في "مغازيه" ٢/ ٧٦٥ عن مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: كان في ذلك البعث سلمة بن هشام بن المغيرة، فدخلت امرأته على أم سلمة … فإن ثبت كون ذلك الرجل المبهم أبا بكر بن عبد الرحمن فهو ثقة مشهور، ثم هو معروف بالرواية عن أم سلمة، لكن لم يقع في شيء من طرق هذا الخبر تصريح بتحديث أم سلمة لأبي بكر أو غيره، بل جميع طرقه مُشعِرة بإرساله، فالله أعلم بالصواب.
وأخرجه البيهقيّ في "دلائل النبوة" ٤/ ٣٧٤ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وأخرجه ابن مَنْدَهْ في "معرفة الصحابة" ١/ ٧٠٠ عن أبي العباس محمد بن يعقوب، به.
وأخرجه ابن مَنْدَهْ ١/ ٧٠٠ أحمد بن محمد بن زياد بن الأعرابي، وابن الأثير في "أسد الغابة" ٦/ ٤٢٧ من طريق أبي الحسين رضوان بن أحمد الصيدلاني، كلاهما عن أحمد بن عبد الجبار، به.
وأخرجه ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٣٨٢ عن زياد بن عبد الله البكّائي، والطبري في "تاريخه" ٣/ ٤٢ من طريق سلمة بن الفضل الأبرشي، وأبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (٣٤١٧) =

<<  <  ج: ص:  >  >>