للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أتى به رسول الله فاستأمَنَ (١).

قال الحاكم: قد صحّتِ الرواية في الكتابَين (٢) أنَّ رسول الله أمرَ قبلَ دخولِه مكةَ بقتلِ عبد الله بن سَعْد وعبد الله بن خَطَل، فمن نَظَر في مَقتَل أمير المؤمنين عثمان بن عفّان وجِنايات عبد الله بن سَعْد عليه بمصر إلى أن كان من أمرِه ما كان، عَلِمَ أَنَّ النبيّ كان أعرفَ به.

٤٤١١ - حدَّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدَّثنا أحمد بن عبد الجبّار، حدَّثنا يونس بن بُكَير، عن ابن إسحاق، قال: حدَّثنا يحيى بن عَبّاد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عَبّاد بن عبد الله، عن أسماء بنت أبي بكر الصِّدِّيق، قالت: لما كان عامُ الفَتحِ ونزلَ رسولُ الله ذا طُوى، قال أبو قُحافةَ لابنةٍ له - وكانت أصغرَ ولدِه -: أي بُنيّةُ، أَشْرفي بي على أبي قُبَيس - وقد كُفَّ بصرُه - فأشرفَتْ به عليه، فقال: أي بُنيّةُ، ماذا تَرَين؟ قالت: أرى سَوادًا مجتمِعًا، وأَرى رجلًا يشتدُّ (٣) بين ذلك السَّواد مُقبِلًا


(١) إسناده ضعيف لضعف شُرَحْبيل بن سَعْد، وهو تابعي فخبره هذا مُرسَل، على أنَّ قصة ابن أبي سرح قد صحَّت من غير هذا الطريق كما في الحديثين المتقدمين قبله.
وأخرجه الواحدي في أسباب النزول (٤٤٢١) عن أبي القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن عبدان الكحال، عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد.
وقد رُوي نحو ما جاء هنا من أنَّ الآية نزلت في عبد الله بن أبي سَرْح عن السُّدِّي مرسلًا عند الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٧٣، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٣٤٦، ورجاله لا بأس بهم.
وروي عن عكرمة مرسلًا أيضًا بإسناد لا بأس به عند الطبري ٧/ ٢٧٣: أنَّ الذي نزل في عبد الله بن أبي سَرْح من الآية قوله سبحانه: ﴿وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾، وأنَّ بقيتها نزل في مُسيلمة اليَماميّ الكذاب.
(٢) يريد بالكتابين صحيحي البخاريّ ومسلم والخبر على هذا الوجه ليس عندهما، وهو مخرَّج في "السنن"، وقد سلف عند المصنف برقم (٢٣٦٠) من حديث سعد بن أبي وقاص، والذي عند البخاريّ (١٨٤٦) ومسلم (١٣٥٧) من حديث أنس بن مالك: أنَّ النبي لما دخل مكة عام الفتح جاءه رجل فقال: إنَّ ابن خطل متعلق بأستار الكعبة، فقال: "اقتلوه".
(٣) كذلك جاء في رواية البيهقيّ في "دلائل النبوة" ٥/ ٩٥ عن أبي عبد الله الحاكم ورجل آخر =

<<  <  ج: ص:  >  >>