للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ومُدبِرًا] (١)، فقال: تلك الخَيلُ يا بُنيّة، ثم قال: ماذا تَرَين؟ فقالت: أرى السَّواد قد انتشَرَ، فقال: إذًا واللهِ دُفِعَتِ الخَيلُ، فأسرِعى بي يا بُنيّةُ إلى بيتي، فَخَرجَتْ سريعًا حتى إذا هَبَطَتْ به إلى الأبْطَحِ؛ وكان في عنقها طَوقٌ لها من وَرِق، فاقتطعه إنسانٌ من عُنُقِها، فلما دخل رسولُ الله المسجدَ خرجَ أبو بكر حتى جاءَ بأبيهِ يَقُودُه، فلما رآه قال: "هَلَا تَركْتَ الشيخَ في بَيتِه حتى أَجِيئَه" فقال: يَمْشي هو إليكَ يا رسول الله أحقُّ مِن أن تمشيَ إليه، فأجلَسَه بين يَدَيه، ثم مَسَحَ رسولُ الله صَدْرَه، وقال: "أسلِمْ تَسلَمْ" فأسلَمَ، ثم قامَ أبو بكر فأخذَ بيدِ أُختِه، فقال: أَنشُدُ باللهِ والإسلامِ طَوقَ أُختي، فواللهِ ما جاء به أحدٌ، ثم قال الثانيةَ: أنشُدُ باللهِ والإسلامِ طَوقَ أُختي، فما جاء به أحدٌ، فقال: يا أُخيّةُ، احتَسِبي طَوقَكِ، فواللهِ إِنَّ الأمانةَ في الناس لَقليلٌ (٢).

هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يُخرجاه.

٤٤١٢ - حدَّثنا أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن أيوب الطُّوسي، حدَّثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، حدَّثنا سليمان بن حَرْب، حدَّثنا حماد بن زيد، حدَّثنا أيوب، حدَّثنا


= عن أبي العباس، وهو الموافق لرواية رضوان من أحمد الصيدلاني عن أحمد بن عبد الجبار عند ابن الأثير في أسد الغابة ٣/ ٤٧٨، وفي أصول "المستدرك": يَسْري، وما أثبتناه أوجَهُ.
(١) قوله "ومدبرًا" أثبتناه من رواية البيهقيّ عن الحاكم، وهو ثابت في رواية رضوان بن أحمد عن أحمد بن عبد الجبار.
(٢) إسناده حسن من أجل ابن إسحاق.
وأخرجه أحمد ٤٤/ (٢٦٩٥٦)، وابن حبان (٧٢٠٨) من طريق إبراهيم بن سعد الزُّهْري، عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
ذو طُوى: موضع بمكة، وهو وادٍ من أوديتها، يسيل في سفوح جبل أذاخر والحَجْون من الغرب.
وأبو قُبيس: جبل من جبال مكة يُشرف على المسجد الحرام من مطلع الشمس.
والأبطح: مكان كان ينزل فيه الحاجُّ إذا رجع من منى، وهو جِزْعٌ من وادي مكة بين المُنحنى إلى الحَجُون، ثم تليه البطحاء إلى المسجد الحرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>