للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو قِلابة، عن عَمرو بن سَلِمةَ، ثم قال: هو حيٌّ، ألا تَلْقاهُ فتسمعَ منه، فلقيتُ عَمرًا، فحدّثني بالحديث، قال: كنا بممرِّ الناسِ فتُحدِّثُنا الرُّكبانُ، فنسألُهم ما هذا الأمرُ، وما لِلناس؟ فيقولون: نبيٌّ زَعَمَ أَنَّ الله تعالى أرسلَه، وأنَّ الله أوحَى إليه كذا وكذا، وكانت العربُ تَلَوَّمُ بإسلامها الفتحَ، ويقولون: انظُروه، فإن ظهرَ فهو نبيٌّ فصَدِّقُوه، فلما كانَ وقعةُ الفتحِ بادَرَ كلُّ قومٍ بإسلامهم، فانطَلقَ أبي بإسلامهم إلى رسول الله ، فقَدِم فأقامَ عنده كذا وكذا، ثم جاء مِن عنده فتلقَّيناهُ، فقال: جئتُكم من عند رسول الله حَقًّا، وإنه يأمرُكم بكذا وكذا، فإذا حَضَرتِ الصلاةُ فليُؤذِّنْ أحدُكم وليَؤمَّكُم أكثرُكم قرآنًا، فنَظَروا فلم يَجِدُوا أكثرَ قُرآنًا مني، فقدَّموني، وأنا ابن سبعِ سنين أو ستِّ سنين، فكنتُ أصلِّي فإذا سجدتُ تَقلّصتْ بُردةٌ عليَّ، قال: تقولُ امرأَةٌ من الحيّ: غَطُّوا عنّا اسْتَ قارِئِكم، قال: فكُسِيتُ مُعَقَّدَةً من مُعَقَّد البَحرَينِ (١) بستةِ دراهمِ أو سبعةٍ، فما فَرِحتُ بشيءٍ كَفَرَحي بذلك (٢).


(١) كذلك جاء في رواية البيهقيّ في "دلائل النبوة" ٥/ ١١١، وفي "معرفة السنن والآثار" ٤/ (٥٧٧٧) عن أبي عبد الله الحاكم، وهو الموافق لما في مصادر تخريج الحديث التي ذكرت هذا الحرف، وهو المعروف في كتب اللغة حيث جاء فيها أنَّ المُعقَّد بُرد من بُرود هَجَر. قلنا: وهجرُ اسم كان يطلق قديمًا على بلاد البحرين، وهي المنطقة الشرقية من الجزيرة العربية. وجاء في أصول "المستدرك": اليمن بدل البحرين، ويغلب على ظننا أنها تحريف عن البحرين، والله أعلم.
(٢) إسناده صحيح. أيوب: هو ابن أبي تميمة السختياني، وأبو قِلابة: هو عبد الله بن زيد الجَرْمي.
وأخرجه بطوله البخاريّ (٤٣٠٢)، والنسائي (١٦١٢) من طريق عن سليمان بن حرب، بهذا الإسناد.
وأخرجه أحمد ٣٣/ (٢٠٣٣٣) عن إسماعيل ابن عُليّة، و ٣٤/ (٢٠٦٨٥) من طريق شعبة بن الحجاج، وأبو داود (٥٨٥) من طريق حماد بن سلمة، والنسائي (٨٦٦) من طريق سفيان الثوري، أربعتهم عن أيوب السَّختياني، عن عمرو بن سلمة، دون ذكر أبي قلابة.
وأخرجه مختصرًا جدًّا أحمد ٢٥/ (١٥٩٠٢) و ٢٣/ (٢٠٣٣٤) و ٣٤/ (٢٠٦٨٧) من طريق خالد الحذاء، عن أبي قلابة به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>