وأعلَّه الذهبي في "تلخيصه" بالإرسال، وبذلك أعلَّه ابن حجر أيضًا في "المطالب العالية" (٤٠٧٤/ ١) بأنَّ محمد بن كعب القرظي لم يسمع ابن مسعود، وهو كذلك فإنَّ محمد بن كعب ولد في حدود سنة أربعين أي بعد وفاة ابن مسعود بسنين، وقد دلَّ على إرساله رواية جَرير بن حازم وسلمة بن الفضل عن ابن إسحاق، وكذلك رواية ابن هشام عن زياد بن عبد الله البكّائي عن ابن إسحاق عند الطبراني في "معجمه الكبير" (١٦٢١). وفي اقتصار الذهبي وابن حجر على إعلال الحديث بالإرسال نظر، لحال بريدة بن سفيان المذكور ولتفرُّدِه بسياق هذه القصة، ومخالفته لرواية من هو أقوى منه. ثم إنَّ يونس بن بكير خالف أصحاب ابن إسحاق جميعًا حيث أدرج قصة أبي ذرٍّ في تبوك مع قصة وفاة أبي ذرٍّ، فكلهم يروون قصة وفاته مفردةً بإسناد ابن إسحاق المذكور، ويفصلون قصته في تبوك فيجعلونها من قول ابن إسحاق مقطوعة، ولم نقف عليها مسندة إلّا في "تنبيه الغافلين" للسمرقندي (٩٤١)، حيث ذكره بإسناده عن محمد بن إسحاق، عن الزُّهْري، عن عُبَيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبيه، عن ابن مسعود وانفرد بذلك. وأخرجه البيهقيّ في "دلائل النبوة" ٥/ ٢٢١، عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة" ٥/ ١٠١ من طريق رضوان بن أحمد الصيدلاني، عن أحمد بن عبد الجبار به. وأخرج قصة وفاة أبي ذرٍّ مفردةً دون قصته في تبوك: ابن هشام في "السيرة النبوية" ٢/ ٥٢٤ عن زياد بن عبد الله البكائي، وابن سعد في "الطبقات الكبرى" (٤/ ٢٢٠) من طريق إبراهيم بن سعد، والطبري في "تاريخه" ٣/ ١٠٧ من طريق سلمة بن الفضل الأبرش، وإسحاق بن راهويه في "مسنده" =