وأخرجه أحمد ٢ / (٥٩٤)، والترمذي (٨٧١) و (٨٧٢) و (٣٠٩٢) من طريق سفيان بن عُيينة، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح. وسيأتي بنحوه عند المصنف برقم (٧٥٤١) من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق. وأخرجه النسائي (٨٤٠٧) من طريق يونس بن أبي إسحاق السَّبِيعي، عن أبيه، به، لكن بلفظ: أنَّ رسول الله ﷺ بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر، ثم أتبعه بعلي فقال له: "خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة قال: فلحقته فأخذت الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال: يا رسول الله، أُنزل فيّ شَيْءٌ؟ قال: "لا، إني أُمرتُ أن أبلّغه أنا أو رجل من أهل بيتي". وأخرجه بنحو هذا اللفظ أيضًا أحمد ١/ (٤) من طريق إسرائيل، عن جده أبي إسحاق، عن زيد بن يُسيع، عن أبي بكر. فجعله من مسند أبي بكر، لكن قال الدارقطني في "العلل" (٦٧): قول ابن عُيينة أشبه بالصواب. قلنا: الظاهر أنَّ زيد بن يُثيع قد روى كلا اللفظين، لفظ ابن عيينة ولفظ إسرائيل وأبيه يونس، فكلاهما محفوظ من مسند علي بن أبي طالب، فروى ابن عيينة أحدَهما، وروى إسرائيل ويونس اللفظ الآخر، إلّا أنَّ إسرائيل جعله من مسند أبي بكر خطًا، ويكون عليٌّ بُعِث ببراءة وبعث بالنداء بتلك الكلمات المذكورة، وممّا يدل على أنَّ كليهما محفوظ ما رواه البخاريّ في "صحيحه" =