لكن وقع في رواية هذا الحديث وهمٌ بإدخال حديث في حديث، ونظنه من قِبَل المصنِّف نفسه رحمه الله تعالى كما سيأتي بيانه، وذلك لأنَّ القصة الثانية التي حكاها ابن مسعود في شأن رسولي مسيلمة الكذاب وما قاله لهما رسول الله ﷺ، إنما رواها المسعودي عن عاصم بن أبي النَّجود عن أبي وائل شقيق بن سلمة. عن ابن مسعود، فقد روى يزيد بن هارون هذا الحديث عن المسعودي عند الهيثم بن كليب الشاشي في "مسنده" (٧٤٧) ففصل بين القصتين المذكورتين هنا، فجعل القصة الأولى بإسناد المصنف الذي هنا، ثم قال: قال المسعودي: فحدثني عاصم بن أبي النَّجُود، عن أبي وائل قال: لما أُتِيَ به عبد الله (يعني ابن مسعود) قال: إِنَّ هذا وابنَ أُثال قدما … فذكر القصة الثانية. ويزيد بن هارون وإن كان ممّن ذُكِر أنه روى عن المسعُودي بعد اختلاطه، يظهر لنا أنَّ هذا هذا الحديث مما ضبطه عنه، فإنَّ ليزيد بن هارون عدة أحاديث وافق فيها رجالًا نَصَّ أهل العلم على سماعهم من المسعودي قبل اختلاطه، وهذا الخبر منها. =