للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وممّا يؤيده أنَّ أبا نعيم الفضل بن دكين قد روى القصة الأولى مُفردةً عن المسعودي عند الطبراني في "الكبير" ٩/ (٨٩٦٠) بإسناد المصنف الذي هنا غير أنه لم يذكر فيه عبدَ الرحمن بنَ عبد الله بن مسعود، لكنه أشار إلى ذكره في آخر القصة بأنه لقي شيخًا من أولئك الذين سيّرهم أبوه إلى الشام، فقال له: ليرحم اللهُ أباك، والله لو قَتَلَنا يومئذٍ لدخلنا النار كلُّنا: فكأنَّ القاسم يشير إلى أنّ الذي حدثه بالقصة أبوه، وأبو نُعيم الفضل بن دُكين ممن نَصَّ الإمام أحمد على سماعه من المسعودي قبل اختلاطه.
وروى أبو النضر هاشم بن القاسم عند أحمد ٦/ (٣٧٦١)، وأبو داود الطيالسي في "مسنده" (٢٤٨) وغيرهما القصةَ الثانيةَ مُفردةً عن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود.
ومما يدلُّ على ضبط يزيد بن هارون لرواية المسعودي أيضًا في فصله بين القصتين بالإسنادين، وأنَّ المسعودي إنما حدَّث بالقصة الثانية عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود، وليس عن القاسم عن أبيه عن ابن مسعود اشتهارُ هذه القصة الثانية عن عاصم عن أبي وائل عن ابن مسعود، إذ رواها عن عاصم جماعة غير المسعودي، منهم سفيان الثوريُّ عند النسائي كما في "تحفة الأشراف" للمزي (٩٢٨٠)، وابن حبان (٤٨٧٨) وغيرهما.
وكذلك رواها عن عاصم أبو بكر بن عياش عند أحمد ٦/ (٣٨٣٧)، وسلَّامٌ أبو المنذر عند أبي يعلى (٥٠٩٧)، إلّا أنَّ ابن عيّاش زاد بين أبي وائل وابن مسعود رجلًا هو ابن مُعيز السَّعْدي، لكن رجَّح أبو حاتم الرازي فيما نقله عنه ابنه في "العلل" (٩١٠) رواية سفيان الثوري بعدم ذكر ابن مُعين المذكور. قلنا: بل هو الصحيح جزمًا لموافقة سلّام والمسعودي لسفيان الثوري بعدم ذكره، وقد جمع أبو وائل بين القصتين في رواية سلّام أبي المنذر وابن عيّاش.
وروى البيهقيّ في الدلائل ٥/ ٣٣٢ - ٣٣٣ القصة الأولى مفردةً عن أبي زكريا بن أبي إسحاق المُزكِّي، عن أبي عبد الله محمد بن يعقوب، عن محمد بن عبد الوهاب، عن جعفر بن عون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود، فذكر القصة بسياقة أخرى.
وكذلك روى هذه القصة غير جعفر بن عون، وبسياقة الذي عند البيهقيّ، منهم سفيانُ بنُ عيينة عند عبد الرزاق (١٨٧٠٨)، ووكيعُ بنُ الجراح عند ابن أبي شيبة ١٢/ ٢٦٩، ويزيدُ بنُ هارون عند الشاشي (٧٤٦)، وعيسى بنُ يونس عند إسحاق بن راهويه في "مسنده" كما في إتحاف الخيرة" للبوصيري (٣٤٧٣) وغيرهم، فالظاهر أنَّ هذا هو الصحيح في رواية جعفر بن عون، لا كما رواه عنه المصنّف هنا، فمن هاهنا غلّبنا الظن أن يكون الوهم في هذا الحديث من قِبل المصنِّف نفسه لمخالفة أبي زكريا المزكِّي له في إسناد الحديث وسياقه، ولموافقة =

<<  <  ج: ص:  >  >>