وكذا رجَّح أنه من حديث سفينة عن أم سلمة الدارقطنيُّ في "العلل" (٢٥٢٢)، والذهبيُّ في "تاريخ الإسلام" ١/ ٨١٦. وقال البزار (٧٠١٤): لا نعلم أحدًا تابع التيميَّ على روايته عن قتادة عن أنس، وإنما يرويه غيرُ التيمي عن قتادة عن صالح أبي الخليل، عن سفينة، عن أم سلمة. فالصحيح إن شاء الله أنه من حديث سفينة عن أم سلمة، كما وقع في رواية همام عن قتادة، لكن بقي هل سمعه قتادة من سفينة مباشرة، أو أنه رواه عن أبي الخليل عنه، فجَزَمَ النسائيُّ بإثر (٧٠٦١) بأنَّ قتادة لم يسمعه من سَفينة، ثم ساق برقم (٧٠٦٢) رواية شيبان النحوي عن قتادة حيث قال فيها: حُدِّثنا عن سَفينة، مولى أم سلمة أنه كان يقول … فأشار إلى وجود واسطة بين قتادة وسفينة، لكنه خالف أصحاب قتادة في جعله من مسند سفينة نفسه، وكذلك فعل بعض من رواه عن أبي عوانة عن قتادة كما وقع في رواية قتيبة بن سعيد عنه عند النسائي (٧٠٦٠)، وسفينة هذا صحابيٌّ، لكن المحفوظ أنه حَمَلَه عن مولاتِه أم سلمة. وصحَّح البيهقيُّ في "الدلائل" ٧/ ٢٠٥ أيضًا رواية همّام بن يحيى بذكر الواسطة بين قتادة وسفينة، وهو أبو الخليل. وإلى ذلك أيضًا يشير صنيعُ البزار كما تقدم. ورجَّحها أبو زرعة الرازي كما في "العلل" لابن أبي حاتم (٣٠٠) إذ قال: حديث همّام أشبَهُ، زاد همّام رجلًا. واختلف قولُ الدارقطني في "العلل" فرجّح برقم (٢٥٢٢) رواية همّام، ثم بعد ذلك قال (٣٩٥٢): لم يتابع همّام على قوله: عن أبي الخليل! لكن المعتمد من ذلك تصحيح رواية همّام، والله أعلم، فهي أجود تلك الروايات وأحسنها، لأنه بيَّن فيها الواسطة بين قتادة وسفينة، وهو أبو الخليل، وهو رجل ثقة، فإسناد الحديث من جهته صحيح، والله وليُّ التوفيق والسداد. قوله: "يُغرغِر بها" أي: يتكلم بهذه الجملة وقد بلغت حُلْقومه ﷺ. (١) هذا ذهول من المصنف ﵀، فإنهما لم يخرجاه. (٢) أخرجه البخاريّ (٣٦٦٩)، ومسلم (٢١٩١) و (٢٤٤٤).