والأشعث بن طليق الظاهر أنه الكوفي، وليس الحجازي الذي وثقه ابن مَعِين، وقد فرَّق بينهما ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" مُحيلًا ذلك على أبيه وأبي زُرعة، لكن قال الحافظ ابن حجر في "اللسان": عندي أنهما واحد ومما يُقوي التفريق بينهما أنَّ الإسناد هنا عراقيون، والإسناد الآخر الذي ورد فيه ذكر الأشعث حجازيون، ثم إنَّ الحجازي اختُلِفَ في اسم أبيه، فقيل: طَلْق، مكبّرًا، ولم يُختلَف في اسم أبي هذا الكوفي، وإذا ثبت ذلك فأشعث الكوفي مجهول. والظاهر أنه لأجل ذلك، وللاختلاف الوارد في إسناده من جهة عبد الملك قال عنه أبو الفتح الأزدي: لا يصحُّ حديثه. ونقل أبو داود في "مسائله عن أحمد بن حنبل" (١٨٩٤) أنه ذكر لأحمد هذا الحديث فأنكره. وهذا أوانُ بيانِ الاختلاف فيه على عبد الملك: فقد رواه عنه سَلام بن سليم على هذا الوجه الذي عند المصنف هنا. وكذلك أخرجه من طريقه ابن عبد الحَكَم في "فتوح مصر" ص ١٢٥، وأبو نُعيم في "الحلية" ٤/ ١٦٨، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٧/ ٢٣١، والخطيب البغدادي في "موضح أوهام الجمع والتفريق" ٢/ ١٤٥ - ١٤٦. ورواه عمرو بن محمد العَنقزي - وهو ثقة - عن عبد الملك بن الأصبهاني، عن خلّاد الصَّفّار، عن الأشعث بن طَلِيق عن الحسن العُرَني عن مرة الهَمْداني، عن عبد الله بن مسعود فزاد في الإسناد خلّادًا الصَّفّار - وهو خلّاد بن عيسى أو ابن مسلم العَبْدي الكوفي - وعَكَسَ فقدّم الأشعث وأخَّر الحسن العُرَني - وهو ابن عبد الله - كذلك أخرجه من طريق عمرو بن محمد: الطبراني في "الأوسط" (٣٩٩٦)، وفي "الدعاء" (١٢١٩)، وقال في "الأوسط": لم يُجوِّد أحدٌ إسناد هذا =