وإذا صحَّ ذلك، بقي الإشكال في رواية المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، لأنَّ روايته تقتضي أن يكون صحابيُّ الحديث المطّلبَ بنَ حَنْطب، والمطلب ذكره ابن إسحاق فيمن أُسِر يوم بدر، ثم أُطلق بغير فداء، ثم أسلم كما قال ابن حجر في ترجمة المطلب من "الإصابة". وسواء كان الحديثُ لعبد الله بن المطلب بن حَنْطب أو لأبيه المطّلب، فكلاهما له صحبة، وسواء كان راويه عبد العزيز بن المطلب أو أباه المطلب، فالمطَّلب ثقة، وعبد العزيز لا بأس به. وقد أورد بعضهم هذا الخبر في ترجمة حنطب المخزومي، كالبخاري في "تاريخه الكبير" ٣/ ١٢٨، وتبعه ابن عدي في "الكامل" ٢/ ٤٣٨، وغيره، وقال البخاري فيه نظر وليس صنيعهم بسَديد، لكونهم اغترُّوا بشهرة نسبة عبد الله بن المطلب بن حَنْطب والد المطلب إلى جدِّه حَنْطب كما تقدَّم. وإذا عرفنا ذلك، كان الحديث بمجموع طرقه المتقدمة لا ينزل عن رتبة الحسن، والله تعالى أعلم. على أنَّ له ما يشهد له أيضًا من حديث جابر بن عبد الله عند الخطيب في "تاريخ بغداد" ٩/ ٤٥٧، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣٠/ ١١٦. وإسناده حسن في الشواهد. ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند الطبراني في "الكبير" (١٤٥٠٦)، والآجري في "الشريعة" (١٣٢٣)، وابن عساكر ٣٠/ ١١٥ و ١١٦ و ٤٠٧/ ٥٨، بإسنادين يحسُن بهما حديثه. وسيأتي عند المصنف برقم (٤٤٩٧) من حديث حذيفة بن اليمان بسند واه. (١) إسناده ضعيف جدًّا، موسى بن عُمير - وهو القرشي مولاهم الكوفي المكفوف كذَّبه أبو حاتم وتركه غيره أبو قِلابةَ الرَّقاشي: هو عبد الملك بن محمد. وفي الباب عن عبد الله بن مسعود عند الطبراني في "الكبير" (١٠٤٧٧)، وابن شاهين في "شرح =