وفي الباب عن أنس بن مالك من طرق ثلاثة عنه: فأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣٠/ ١٦٢ من طريق عبد الله بن محمد بن حميد البالسي، عن علي بن الحسين التميمي، عن مسدّد بن مسرهد وهُدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة، عن عن ثابت البُناني، عن أنس. ورجاله ثقات غير عبد الله بن محمد بن حميد - وهو ابن سنان - البالسي وعلي بن الحسين، فقد روى عن كلٍّ منهما جمعٌ، ولا يؤثر فيهما جَرح ولا تعديل، فهما مجهولا الحال، وقد انفردا بهذه الطريق، ولا يُحتمل تفرَّد مثلهما. وأخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٥٦٥)، وابن حجر في "لسان الميزان" ٢/ ٣٦٥ من طريق بنوس بن أحمد بن بنوس، عن أبي خليفة الفضل بن الحُباب، عن أحمد بن المقدام العجلي، عن يزيد بن هارون عن حميد الطويل، عن أنس وبنوس المذكور - وهو بباء موحدة ثم نون - قال عنه ابن الجوزي: مجهول لا يُعرف، وقال الذهبي في "الميزان": وضع على أبي خليفة الجُمحي حديثًا. يعني هذا الحديث، فقد أعاد ذكره مرة أخرى في "الميزان" في ترجمة يونس بن أحمد بن يونس - كذا قال - ثم قال: حدَّث عن أبي خليفة الجمحي بإسناد الصحاح: "إنَّ الله يتجلى لأبي بكر خاصة"، فهو المتَّهم بإلصاقه بأبي خليفة. وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" ٣/ ٦٧٥، ومن طريقه ابن عساكر ٣٠/ ١٦٢ - ١٦٣، وابن الجوزي في "الموضوعات" (٥٦٤) من طريق محمد بن عبد بن عامر التميمي، عن عبد بن حميد، عن عبد الرزاق، عن مَعمَر، عن قَتَادةَ عن أنس. وقال الخطيب هذا الحديث لا أصل له عند ذوي المعرفة بالنقل فيما نعلمه، وقد وضعه محمد بن عبد إسنادًا ومتنًا، ونقل الخطيب عن الدارقطني قوله: كان يكذب ويضع، وعن أبي سعيد بن يونس قوله: لم يكن بالمحمود في الحديث، وعن الجعابي قوله: كان يذمونه في سماعه. وفي الباب أيضًا عن أبي هريرة عند ابن حبان في "المجروحين" ١/ ١٤٣، ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (٥٧٢) عن محمد بن أحمد بن الفرج المؤدّب، عن أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي، عن أبيه، عن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقال ابن حبان في أحمد بن محمد بن يونس المذكور: يروي أشياء مقلوبة لا يُعجبنا الاحتجاج بخبره إذا انفرد، وقال ابن الجوزي: نرى أنَّ أحمد بن محمد بن عمر اليمامي سَرَقه وغيَّر إسناده. قلنا: وكذّبه أبو حاتم وابنُ صاعد، وقال الدارقطني: متروك، وقال ابن عدي: حدّث بمناكير وعجائب. =