للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثني عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفير، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب: أنه عَرَضَت مولاتُه تَصبغُ لحيتَه، فقال: ما رابَكِ إلى (١) أن تُطْفِئي نُوري كما يُطفئُ فُلانٌ نُورَه (٢).


(١) بضم الباء؛ أي: ما حاجتُكِ، أو بفتحها بمعنى: ما أقلقكِ وألجأكِ. انظر "النهاية" لابن الأثير مادة (ريب).
(٢) إسناده ضعيف لضعف بقية - وهو ابن الوليد الحمصي - ثم هو يدلس تدليس التسوية، ولم يصرِّح بالسماع، واضطرب فيه أيضًا كما سيأتي بيانه والحسن بن يوسف - وهو المعروف بأخي الهرش - روى عنه جمع، ولم يؤثر فيه جرح ولا تعديل، ومحمد بن موسى بن حماد، قال الذهبي: غيره أتقن منه، ولكنه من أوعية العلم.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (٧٦)، ومن طريقه أبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (١٨٢) عن محمد بن مصفَّى وعمرو بن عثمان الحمصيَّين، عن بقية بن الوليد، عن بَحير بن سعد، عن خالد بن معدان، قال: حدثني عبد الله بن عُمر، عن عمر … فذكر عبد الله بن عُمر، بدلٌ عبد الرحمن بن جُبَير بن نفير وأبيه.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" (٥٦) من طريق حيوة بن شريح الحمصي، عن بقية بن الوليد، عن بَحير، عن خالد بن معدان، عن عبد الرحمن بن عمرو السّلمي: أن عمر عرضت عليه مولاته … فذكر عبد الرحمن بن عمرو السّلمي، بدلٌ عبد الرحمن بن جُبَير بن نفير وأبيه وبدل عبد الله بن عمر.
وقد صحَّ عن عمر بن الخطاب أنه لم يغيِّر شيبه، وكان يقول: لا أحب أن أغيِّر نُوري. أخرجه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٦٩٢)، والطبراني في "مسند الشاميين" (٢٢٥٩)، والضياء المقدسي في "المختارة" (١٢٩) و (١٣٠) من طريق سُليم بن عامر وليس هو الكَلاعي، عن عمر، وإسناده حسن.
وصحَّ عنه أيضًا أنه غيَّره بالحنّاء والكتم كما نقله عنه أنس بن مالك فيما أخرجه أحمد ١٩ / (١١٩٦٥) و ٢٠ / (١٢٦٣٥)، ومسلم (٢٣٤١)، وأبو داود (٤٢٠٩).
قلنا: والجمع بينهما هيِّن، وذلك أنَّ سليم بن عامر الذي نقل عن عمر بن الخطاب عدم تغييره تابعيّ كبير مخضرم أدرك الجاهلية وهاجر في عهد أبي بكر، فالظاهر أنه رأى من عمر ذلك في أول أمره، ثم لما كثر شيبُ عمر بعدُ بدا له تغيير شيبه، وهو الذي نقله عنه أنس بن مالك، ونحو هذا قول الطحاوي حيث قال بإثر تخريجه للخبر: ذلك عندنا - والله أعلم - هو الذي كان عليه في البدء، ثم وقف من بعدُ على أنَّ ذلك لا يمنع من الخضاب، فخضب، والله ﷿ نسأله التوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>