وسيأتي عند المصنّف برقم (٤٦٤٤) من طريق سفيان الثوري، وبرقم (٨٨٠٢) من طريق شيبان بن عبد الرحمن، كلاهما عن منصور بن المعتمر. وأخرجه أحمد ٦/ (٣٧٠٧)، وابن حبان (٦٦٦٤) من طريق القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن جده. وقد اختُلف في سماع عبد الرحمن من أبيه، والراجح سماعه منه، وقال في روايته: "على رأس خمس وثلاثين" دون شك أو تردد، ولم يذكر قول عمر في آخره. وقد عدَّ الإمامُ أحمد هذا الحديث من أثبت ما رُوي عن النَّبِيّ ﷺ في خلافة عليّ، فيما نقله عنه أبو بكر الخلّال في "السنة" (٦٤٩)، وأنَّ ابتداء الحساب يكون من وفاة رسول الله ﷺ، فبذلك تدخل خلافة علي بن أبي طالب في المدة المذكورة. وللخبر طريق ثالثة عند إسحاق بن راهويه كما في "المطالب العالية" للحافظ (٤٣٣٥)، والبزار (١٩٤٢)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (١٦١٢)، والطبراني (١٠٣١١)، من طرق عن شريك بن عبد الله النخعي، عن مجالد بن سعيد، عن الشَّعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود. وإسناده ليس بالقوي من أجل مجالد، لكنه يصلح للمتابعة. ولفظه عند الطحاوي وهو أتمهم روايةً: "إنَّ رحى الإسلام ستزول بعد خمس وثلاثين، فإن يصطلحوا فيما بينهم على غير قتال يأكلوا الدنيا سبعين عامًا رغدًا، وإن يقتتلوا يركبوا سَنَنَ من كان قبلهم". وله طريق رابعة عند الطبراني (٩١٥٩) عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، موقوفًا عليه بسند صحيح، وهو وإن كان موقوفًا تدل الروايات الأخرى على رفعه، ولأنَّ مثله لا يجوز أن يقال من قِبل الرأي أصلًا، ولفظه: تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين ثم يحدث حدثٌ عظيم، فإن كان فيه هَلَكتُهم فبالحرِيّ، وإلّا تراخى عليهم سبعين سنة، فمن أدرك ذلك رأى ما يُنكره.