للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٦٠٧ - حَدَّثَنَا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم العَدْل، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي طالب، حَدَّثَنَا بشار بن موسى الخَفّاف، حَدَّثَنَا الحاطِبي عبد الرحمن بن محمد، عن أبيه، عن جده، قال: لما كان يومُ الجَمَل خرجتُ أنظُرُ في القَتْلى، قال: فقام عليٌّ والحسن بن علي وعمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر وزيد بن صُوحان يَدُورون في القَتْلى، قال: فأبصرَ الحسنُ بن عليٍّ قتيلًا مكبوبًا على وجهِه، فقلَبَه على قَفاهُ ثم صرخَ، ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون فَرْخُ قريش واللهِ، فقال له أبوه: مَن هو يا بُنيّ؟ قال: محمد بن طلحة بن عُبيد الله، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، أما والله لقد كان شابًا صالحًا، ثم قعد كئيبًا حزينًا، فقال له الحسن: يا أبتِ، قد كنتُ أنهاكَ عن هذا المَسيرِ، فغَلَبَك على رأيك فلانٌ وفلانٌ، قال: قد كان ذاك يا بُنيّ، ولوَدِدتُ لو أني متُّ قبل هذا بعشرين سنةً.

قال محمد بن حاطب: فقمتُ، فقلت: يا أميرَ المؤمنين، إنا قادِمُون المدينةَ والناسُ سائلونا عن عثمان، فماذا نقول فيه؟ قال: فتكلَّم (١) عمارُ بن ياسر ومحمد بن أبي بكر، فقالا وقالا، فقال لهما عليٌّ: يا عمار، ويا محمد، تقولان: إنَّ عثمانَ استأثر وأساءَ الإمرةَ، وعاقبتُم واللهِ فأسأتُم العُقوبةَ، وستَقدَمُون على حَكَمٍ عَدْلٍ يَحكُم بينكم، ثم قال: يا محمدَ بنَ حاطبٍ، إذا قدمتَ المدينة وسُئلتَ عن عثمان، فقل: كان واللهِ من الذين آمنوا، ثم اتقَوْا وآمَنُوا، ثم اتقَوْا وأحسَنُوا، والله يُحبُّ المحسنين، وعلى الله فليتوكَّل المؤمنون (٢).


(١) قوله: "فتكلم" من "تلخيص المستدرك" للذهبي، وتحرَّف في (ز) و (ب) إلى: فاغتم، وبيَّض مكانها في (ص) و (م).
(٢) خبر صحيح، وهذا إسناد ضعيف، بشار بن موسى الخَفَّاف اختُلف فيه وهو إلى الضعف أقرب، وعبد الرحمن بن محمد الحاطبي - وهو عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، نسب هنا إلى جدِّ أبيه - ضعفه أبو حاتم الرازي، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فالأقرب ضعفه، لكن رويت قصة محمد بن حاطب في سؤاله لعليٍّ عن قوله في عثمان من وجوه أخرى عن =

<<  <  ج: ص:  >  >>