للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحاكم: قد ذكرتُ الأخبارَ المَسانيد في هذا الباب في كتاب "مقتل عثمان" فلم أَستحسِن ذِكْرها عن آخرها في هذا الموضع فإنَّ في هذا القدر كفاية، فأمّا الذي ادّعتْه المُبتدِعةُ من مَعُونة أميرِ المؤمنين عليّ بن أبي طالب على قَتْله، فإنه كَذِبٌ وزُورٌ، فقد تواترت الأخبارُ بخِلافه:

٤٦٠٦ - حَدَّثَنَا أبو القاسم علي بن المؤمَّل بن الحَسن بن عيسى، حَدَّثَنَا محمد بن يونس القُرشي، حَدَّثَنَا هارون بن إسماعيل الخَزّاز، حَدَّثَنَا قُرة بن خالد السَّدُوسي، سمع الحسنَ، عن قيس بن عُبَاد، قال: شهدتُ عليًا يوم الجمَل يقولُ: اللهم إني أبرأُ إليكَ من دمِ عثمانَ، ولقد طاشَ عَقْلي يوم قُتل عثمانُ وأنكرتُ نفسي، وأرادُوني على البَيعة، فقلت: والله إني لأستحْيي من الله أن أبايعَ قومًا قتلوا رجلًا قال له رسول الله : "ألا أستحْيي ممَّن تَستحْيي منه الملائكةُ"، وإني لأستحْيي من الله أن أبايع وعثمانُ قتيلُ الأرض لم يُدفَن بعدُ، فانصرفوا فلما دُفن رجعَ الناسُ إليَّ فسألوني البيعة، فكأنما صُدِع عن قلبي، فقلتُ: اللهم خُذْ مني لعثمانَ حتَّى تَرْضى (١).


= أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/ ٢١٥ - ٢٢٠، وأحمد في "فضائل الصحابة" (٧٦٦)، وابن حبان (٦٩١٩)، وغيرهم بإسناد صحيح، قال الحافظ ابن حجر في "المطالب العالية" (٤٣٧٢): رجاله ثقات سمع بعضهم من بعضٍ.
وروي أيضًا أنَّ دمه قطر على الآية المذكورة في خبر لعمرة بنت قيس العدوية عند عبد الله بن أحمد في زياداته على "فضائل الصحابة" (٨١٧)، وزياداته على "الزهد" لأبيه (٦٧٧)، بسند لا بأس به.
(١) هذا الإسناد فيه محمد بن يونس القرشي - وهو الكُديمي - وهو ضعيف جدًّا، لكن تقدم الخبر برقم (٤٥٧٧) من رواية محمد بن أحمد بن يزيد الرِّيَاحي، وهو صدوق، عن هارون بن إسماعيل الخزاز، فالخبر حسن بذلك الإسناد.
وأخرجه أبو بكر الكلاباذي في "معاني الأخبار" ص ٢٧٢، وأبو نُعيم في "تثبيت الإمامة" (١٣٧) وفي "معرفة الصحابة" (٢٧٩)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٣٩/ ٤٥٠ من طرق عن محمد بن يونس الكُديمي، بهذا الإسناد.

<<  <  ج: ص:  >  >>