(٢) إسناده ضعيف، وما جاء في هذا الإسناد من نسبة زكريا بن يحيى مصريًا، وكذلك من تقييد شيخه بالمُفضّل بن فَضَالة، فهو مما لم يرد عند غير المصنف، ولا نظنه إلّا وهمًا، فإنَّ محمد بن عثمان بن أبي شيبة إنما يُعرف بالرواية عن زكريا بن يحيى الكسائي الكوفي، ولأنَّ هذا الخبر قد رواه أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن سمرة الكوفي عند ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٢/ ٧٢ و ٧٣ عن المفضل بن صالح الكوفي، فالصحيح ذكر المفضل بن صالح بدل المفضل بن فَضَالة، ومما يؤيد ذلك أنَّ الذي يُعرف بروايته عن سماك بن حرب الكوفي، وإنما هو المفضّل بن صالح لا ابن فَضَالة، فهم ثلاثةٌ كوفيون في نَسَقٍ: زكريا بن يحيى الكسائي والمفضّل بن صالح وسماك بن حرب. ومنشأ الوهم فيما نظنُّ أنَّ لزكريا بن يحيى المصري - وهو ابن صالح - روايةً عن المفضّل بن فَضَالة عند مسلم وغيره، فلما أن قُيِّد زكريا بن يحيى بالمصري خطأً استَدْعى ذلك أن يكون شيخُه المفضلَ بنَ فَضَالة، فأُصلح من ابن صالح إلى ابن فَضَالة، أو أنه سُلِك فيه الجادّةُ أصلًا، والله تعالى أعلم. وإذا ثبت ذلك فزكريا بن يحيى الكسائي وشيخه المفضل بن صالح ضعيفان، وما جزم به الذهبي في "تلخيصه" من كون زكريا بن يحيى المذكور هو الوقّار المصري فلا ندري ما حُجّته، والله ولي التوفيق. وإنما اقتضى التنبيه على ذلك، لأنَّ ظاهر ما وقع في إسناد المصنف يقتضي ثقة رجاله عن آخرهم، فاستدعى ذلك ضرورة البيان، والله المستعان. وقد روي عن ابن عبّاس من وجه آخر: أنَّ عليًا أول من صلَّى مع رسول الله ﷺ، كما أخرجه =