وأما لواء النبي ﷺ فقد جاء عن ابن عبّاس من وجه آخر: أنَّ راية النبي ﷺ كانت تكون مع عليٍّ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة، كما أخرجه أحمد ٥/ (٣٤٨٦) وغيره، كما سيأتي في تفصيله في الطريق التي بعده. وفي حديث سعد بن أبي وقاص كما سيأتي عند المصنف برقم (٦٢٤١): أنَّ عليًّا كان صاحب راية رسول الله ﷺ في غزواته. وثبت ذلك أيضًا من مرسل معبدٍ الجهني عند ابن سعد ٣/ ٢٣، وانظر ما سيأتي برقم (٤٧١٦). وهذا مُطلق كرواية المصنِّف، لكن لا بد من تقييده كما في رواية مقسم عن ابن عبّاس بأنَّ عليًا كان صاحب راية رسول الله ﷺ، يعني راية المهاجرين، وصاحب راية الأنصار هو سعد بن عبادة، ويؤيد ذلك ما ورد في حديث فتح مكة المطوّل الذي أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٤٧٦ من مرسل أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطِب أنَّ اللواء كان مع سعد بن عبادة، ثم دفعه النبي ﷺ لابنه قيس بن سعد لما قال سعد قولته المشهورة في توعُّده قريشًا، وإسناده حسن مرسلًا. ورُوي من طرق أخرى، وانظر كلام الحافظ في "فتح الباري" ١٢/ ٥٠٥ - ٥٠٦. ويؤيده ما في "صحيح البخاري" (٢٩٧٤) عن ثعلبة بن أبي مالك القُرَظي: أنَّ قيس بن سعد كان صاحب لواء رسول الله ﷺ. قال الحافظ في "فتح الباري" ٩/ ٢٣٣: أي: اللواء الذي يختص بالخزرج من الأنصار، وكان النبي ﷺ يدفع إلى رأس كل قبيلة لواءً يقاتلون تحته. وسيأتي بعده أنَّ عليًا كانت معه الراية يوم بدر، وقُيِّد في بعض طرقه بأنه كانت معه راية المهاجرين. وأما تغسيل عليٍّ للنبي ﷺ فثابت صحيح كما تقدم برقم (١٣٥٥)، وقد أورده ابن سعد في "طبقاته الكبرى"٢/ ٢٤١ - ٢٤٥ من طرق. وكذلك إدخال عليٍّ للنبي ﷺ في القبر صحيح ثابت، كما تقدم برقم (١٣٥٥) لكن لم يكن عليّ وحده مَن أدخل النبيَّ ﷺ قبره، بل دلّت تلك الرواية المتقدمة أنه كان معه العباسُ وابنُه الفضل بن العباس. وأما يوم المِهراس فالمراد به يومُ أُحَدٍ، كما دلَّ على ذلك حديثُ ابن عبّاس الذي تقدم برقم (٣٢٠١) بسند حسن. وقد صحَّ أنَّ عليًّا كان أحد الذين ثبتوا ذلك اليوم مع رسول الله ﷺ، إذ =