وأخرج أحمد ٥ / (٣٤٨٦)، والبخاري في تاريخه الكبير معلقًا ٦/ ٢٥٨ من طريق عثمان الجَزَري، عن مقسم، عن ابن عبّاس: أن راية النبي ﷺ كانت تكون مع علي ﵁، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة ﵁، وكان النبي ﷺ مما يكون تحت راية الأنصار. كذا عند البخاري، وعند أحمد: عن مقسم قال: لا أعلمه إلّا عن ابن عبّاس. وعثمان الجزري فيه ضعف. (١) إسناده ضعيف ومتنه منكر، عبَّاد بن عبد الله الأسدي، تفرَّد بالرواية عنه المنهال، وقال عنه عليُّ بن المديني: ضعيف الحديث، وقال البخاري: فيه نظر. قلنا: قد تابعه عليه من هو مثلُه في الضعف أو دونه، وقال الخلّال في "علله" كما في منتخبه لابن قدامة (١١٤): سألت أبا عبد الله (يعني أحمد بن حنبل) عن حديث علي: أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر، فقال: اضرب عليه، فإنه حديث منكر. وقال ابن الجوزي في "الموضوعات" ١/ ٣٤١: هذا موضوع، والمتهم به عبادُ بن عبد الله. وقال الذهبي في "تلخيصه" ردًّا على تصحيح الحاكم: ما هو على شرط واحد من الشيخين، بل ولا هو بصحيح، بل حديث باطل، فتدبَّره. وجزم في "الميزان" في ترجمة عبّاد بأنَّ هذا كذبٌ على عليٍّ. قال ابن كثير في "البداية والنهاية" ٤/ ٦٧: هذا الحديث منكر بكل حالٍ. وقول عليٍّ فيه: أنا عبد الله وأخو رسوله، مرويٌّ عنه من غير وجهٍ كما قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ص ٥٢٦، لكن لا يصح إسناد شيء منها، ويغني عن هذا كله ما صحَّ عن النبي ﷺ أنه قال لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى"، وسلف عند المصنف برقم (٤٦٢٦). وهذا القدر منه مخرَّج في "الصحيحين".=