وأخرجه ابن ماجه (١٢٠) عن محمد بن إسماعيل الرازي، والنسائي (٨٣٣٨) عن أحمد بن سليمان، كلاهما عن عُبيد الله بن موسى، عن العلاء بن صالح، عن المنهال بن عمرو، به بتمامه. وأخرج القسم الأول النسائي (٨٣٩٨) من طريق الحارث بن حَصيرة، عن أبي سليمان زيد بن وهب الجهني، عن علي بن أبي طالب قال: أنا عبد الله وأخو رسوله ﷺ، لا يقولها إلّا كذّاب مُفتَرٍ، فقال رجل: أنا عبد الله وأخو رسوله، فخُنق فحُمل والحارث بن حصيرة فيه ضعفٌ، ومع ضعفه فهو من المحترفين بالكوفة في التشيع. والقسم الثاني وهو قوله: أنا الصديق الأكبر، قد روي من وجه آخر عن عليٍّ، فقد أخرجه البخاري في "تاريخه الكبير" ٤/ ٢٣، وابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه الكبير" (٣٨٢)، والبلاذري في "أنساب الأشراف" ٢/ ٣٧٩، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (١٨٦) و (١٨٧)، والدولابي في "الكنى" (١٥٨٧)، والعُقيلي في "الضعفاء" ٢/ ١٤٧، وابن عدي في "الكامل" ٣/ ٢٧٤، والجُورقاني في "الأباطيل" (٣٤)، وابن عساكر ٤٢/ ٣٣، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (١٥٧٣) من طريق سليمان بن عبد الله أبي فاطمة، عن معاذة العدوية، عن عليٍّ. وسليمان هذا ليِّن الحديث كما قال الحافظ ابن حجر، وقال البخاري: لا يتابع سليمان عليه ولا يُعرف سماعه من معاذة. وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائده على "فضائل الصحابة" لأبيه (١٦٥) و (١٦٦)، والخطيب في "تلخيص المتشابه" ١/ ٥٥٤، وابن عساكر ٤٢/ ٣٣ من طريق جابر بن زيد الجُعفي، عن عبد الله بن نُجيّ، عن علي، قال: صليتُ مع النبي ﷺ ثلاث سنين قبل أن يصلي معه أحد. وجابر الجعفي ضعيف وترك حديثه غير واحد من أصحاب الحديث، وابن نجي مختلف فيه، وجزم ابن مَعِين بأنه لم يسمع من عليّ. وقال الذهبي في "تلخيصه": هذا باطل، لأنَّ النبي ﷺ من أول ما أُوحي إليه آمن به خديجة وأبو بكر وبلال وزيد بن علي قبله بساعات أو بعده بساعات، وعبدوا الله مع نبيّه، فأين السبع سنين؟ ولعلَّ السمع أخطأ، فيكون أمير المؤمنين قال: عبدتُ الله مع رسول الله ولي سبع سنين، ولم يضبط الراوي ما سمع. ونحوه قول ابن القيم في "أحكام أهل الذمة" ٥/ ١٣: لعلَّ لفظه: صليت قبل الناس لسبع سنين، فقصرت اللام، فأسقطها الكاتب، فصارت سبع سنين، فهذا محتمل، وهو أقرب ما يحمل عليه الحديث إن صح. وللقسم الأخير منه انظر الحديث التالي.=