والصحيح الذي عليه أهل السير أنَّ الذي بعث عبدَ الله بن عبّاس على الموسم. سنة خمس وثلاثين هو عثمانُ بن عفان لا عليُّ بن أبي طالب، وقد روي ذلك عن عبد الله بن عبّاس نفسه عند ابن سعد في "طبقاته" ٣/ ٦٠، وروي عن عبد الله بن عمر عند الدارقطني (٢٥١٠)، وفي إسنادهما مقال، لكن ثبت عن عمرو بن دينار عند ابن سعد ٦/ ٣٣٧، وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" ٤/ ١٢٦٩، والبلاذري في "أنساب الأشراف" ٦/ ٢١٧، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٢/ ٤٣٨ قال: كلّم الناسُ ابن عبّاس أن يحجَّ بهم وعثمان محصور، فدخل عليه، فاستأذن أن يحج بهم، فحجَّ بهم، فرجع وقد قتل عثمان ﵁. وإسناده صحيح. وثبت مثله كذلك عن أبي وائل شقيق بن سلمة عند ابن أبي شيبة في "مسنده" كما في "الإصابة" للحافظ ٤/ ١٤٩ أنَّ عثمان بن عفان أمَّر عبد الله بن عبّاس على الحج سنة قُتِل. وهذا هو المناسب لتاريخ قتل عثمان بن عفان ﵁، فقد قُتل في الثامن عشر من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين على قول الأكثرين، فكيف يؤمره عليّ بن أبي طالب ولم يكن ولي الخلافة بعدُ. ثم إنه اختُلف فيمن حجَّ بالناس سنة ست وثلاثين وسبع وثلاثين وثمان وثلاثين، فجزم الواقدي فيما نقله عنه البلاذري في "أنساب الأشراف" ٤/ ٧٩، وابن عساكر ٣٧/ ٤٧٧ بأنَّ الذي حجَّ في هذه السنين هو عُبيد الله بن عبّاس أخو عَبد الله، وأنَّ عليًّا أرسله سنة تسع وثلاثين، ثم اصطلح الناس أن يكون الأمير شيبة بن عثمان الحجبي. (١) حديث صحيح، وهذا إسناد محتمل للتحسين كما تقدم بيانه برقم (٤٥٩٩). سفيان: هو ابن سعيد الثوري.