للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= ويشهد لقصة غدير خُمٍّ حديثُ زيد بن أرقم المتقدم برقم (٤٦٢٧) و (٤٦٢٨)، وانظر تمام شواهده هناك.
وأخرج القصة الأخيرة في إخراج رسول الله الناس من المسجد غير عليٍّ: النسائي (٨٣٧١) من طريق إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن مالك، عن سعد بن أبي وقاص. وإسناده ضعيف لجهالة الحارث بن مالك، وللاختلاف فيه سندًا ومتنًا.
فقد أخرج النسائي (٨٣٧٢) من طريق فطر بن خليفة، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن الرقيم، عن سعد: أن العباس أتى النبي ، فقال: سددتَ أبوابنا إلّا باب عليٍّ؟ فقال: "ما أنا فتحتُها ولا سددتُها". فخالف فطرٌ إسرائيلَ في تسمية التابعي، وفي متن الخبر كما ترى، وعبد الله بن الرقيم لا يُعرف كذلك.
وله طريق أخرى عن سعد بن أبي وقاص عند الطبراني في "الأوسط" (٣٩٣٠) بسند فيه لِينٌ، بلفظ رواية فطر بن خليفة، أي: بذكر سدِّ الأبواب، فهو المحفوظ في حديث سعد بن أبي وقاص، وانظر حديثَ ابن عبّاس الآتي عند المصنف برقم (٤٧٠٢).
وأما قول النبي في آخر الخبر هنا في ذكر الإخراج والإسكان، فقد جاء عن سعد بن أبي وقاص أنَّ النبي قاله في قصة أخرى، وهي ما أخرجه النسائي (٨٠٩٦) و (٨٣٧٠) وغيره من طريق محمد بن سليمان المعروف بلُوَين، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار المكي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه - ولم يقل مرةً عن أبيه - قال: كنا عند النبي وعنده قوم جلوس، فدخل عليٌّ، فلما دخل خرجوا، فلما خرجوا تَلاوموا، فقالوا: والله ما أخرجَنا وأدخلَه، فرجعوا فدخلوا، فقال: "والله ما أنا أدخلتُه وأخرجتُكم، بل الله أدخله وأخرجكم".
وقد نقل الخطيب في "تاريخه" ٣/ ٢١٨ أنَّ أحمد بن حنبل أنكر هذا الحديث، ورجَّح الخطيب أنه إنما أنكره متصلًا بذكر سعد بن أبي وقاص، لأنَّ المحفوظ روايته عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص مرسلًا، ثم أسنده الخطيبُ من طريق عبد الله بن وهب ومن طريق الحُميدي، كلاهما عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن إبراهيم بن سعد مرسلًا.
وقد جاء عند أبي الشيخ في "طبقات المحدثين بأصبهان" ٢/ ١٤٤ من طريق محمد بن سليمان لُوَينٍ موصولًا، وقال بإثره: قال لُوينٌ: حدثنا به ابن عيينة مرةً أخرى عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص لم يجاوز به. فإذا صحَّ ما عند أبي الشيخ يكون هذا الاختلاف من جهة ابن عُيينة لا من جهة لُوين، وإليه تشير رواية النسائي التي تقدمت، وعلى أيِّ حالٍ فرجاله ثقات، وهو أصحُّ من طريق المصنف.

<<  <  ج: ص:  >  >>