للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمارٌ: ما رأيتُ منكما منذ أسلمتُما أمرًا أكرَهَ عندي من إبطائكُما عن هذا الأمر، قال: فكَساهُما عمارٌ حُلَّة حلّةً، وخرج إلى الصلاة يومَ الجُمعة (١).

وأما قصة اعتزال محمد بن مَسلَمة الأنصاري عن البَيعة:

٤٦٥٤ - فحدَّثَناه عليُّ بن عيسى الحِيري، حدثنا أحمد بن نَجْدة القرشي، حدثنا يحيى بن عبد الحميد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن سالم بن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن محمود بن لَبيد، عن محمد بن مَسلَمة، قال: قلتُ: يا رسول الله، كيف أصنعُ إذا اختلفَ المُصلُّون؟ قال: "تَخْرُجُ بسيِفك إلى الحَرّة فتضربُها به، ثم تَدخُل بيتَك حتى تأتيَك مَنِيّةٌ - أو قال: مِيتةٌ - قاضِيةٌ، أو يدٌ خاطئةٌ" (٢).


(١) صحيح لكن ما وقع هنا من التصريح بأنَّ عمارًا هو الذي كسا الحُلّتين فهو وهم، فقد روى هذا الخبر عن شعبة بدلُ بنُ المحبّر عند البخاري (٧١٠٢)، وحجاج بن محمد الأعور عند ابن عساكر ٤٣/ ٤٥٧، فلم يُقيِّداه بذكر عمار، وإن كانت روايتهما تُوهم أنه هو، فقد قالا في روايتهما بعد ذكر مقالة عمار لأبي موسى وأبي مسعود: وكساهما حلةً، وكذلك رواه محمد بن جعفر عن شعبة في رواية ابن أبي شيبة عنه في "المصنف" ١٥/ ٧٣ و ٢٨٧، فروايتهم تقتضي عود الضمير إلى أقرب مذكور، وهو عمار.
لكن ذكر الحافظ في "فتح الباري" ٢٣/ ١١٨ أنَّ أحمد بن حنبل قد روى هذا الخبرَ عن محمد بن جعفر، عن شعبة، بلفظ: فقام أبو مسعود فبعث إلى كل واحدٍ منهما حُلةً، وتؤيده رواية الأعمش، عن شقيق بن سلمة - وهو أبو وائل نفسه - عند البخاري (٧١٠٥) حيث قال: فقال أبو مسعود - وكان مُوسِرًا -: يا غلام، هاتِ حُلَّتين، فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عمارًا، وقال: روحا فيها إلى الجمعة. فصرَّح بأمر الذي أهدى الحُلّيتين إنما هو أبو مسعود، فهذا هو الصحيح، والله أعلم.
وسيأتي من طريق بدل بن المحبّر عن شعبة برقم (٦٠٧٨).
(٢) حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف لجهالة سالم بن صالح، فهو لا يُعرف كما قال أبو حاتم الرازي، ويحيى بن عبد الحميد - وهو الحِمّاني - فيه ضعف، لكنه متابع، وقد رُوي هذا الخبرُ من طُرق أحدها صحيح.
وأخرجه الطبراني في "الكبير" ١٩ / (٥١٣)، وابن بَطّة في "الإبانة" ٢/ ٥٧٩، وأبو القاسم بن بشران في الجزء الأول من "أماليه" (٥٣٠)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٥٥/ ٢٨٣ من طُرق عن يحيى=

<<  <  ج: ص:  >  >>