وقد تعقب الذهبي في "تلخيص المستدرك" تصحيحَ الحاكم للحديث وتوثيقَه أبا الصلت فقال: بل موضوع، وأبو الصلت لا والله، لا ثقةٌ ولا مأمون. قلنا: وفيه علّة أخرى، وهي عنعنة الأعمش عن مجاهد، وقد ذكر يعقوب بن شيبة في "مسنده" - كما في "إكمال تهذيب الإكمال" ٦/ ٩٢ - أنه قال لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: سمعت هي نحوٌ من عشرة، وإنما أحاديثه عن مجاهد عن أبي يحيى القتّات وحَكيم بن جبير وهؤلاء. قلنا وهذان المذكوران ضعيفان منكرا الحديث، وحكيم أشدُّهما ضعفًا وهو أقرب إلى التَّرك، واتهمه الجوزجاني بالكذب. وقد جوّد القولَ في توهين هذا الحديث العلامة عبد الرحمن المعلّمي اليماني في تعليقه على كتاب "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للشوكاني ص ٣٤٩ - ٣٥٣، فانظره. ومع ذلك فقد حسّنه العلائيُّ في "النقد الصحيح لما اعتُرض عليه من أحاديث المصابيح" (١٨)، وابن حجر في فُتيا له نقلها عنه السيوطي من خطّه في "اللالئ المصنوعة" ١/ ٣٠٦! وصحَّحه أيضًا الطبري في مسند عليّ من "تهذيب الآثار" ص ١٠٤ من حديث علي بن أبي طالب!! وأخرجه ابن مَعِين في "معرفة الرجال" برواية ابن محرز عنه (١٧٨٨)، والطبري في مسند علي بن أبي طالب من "تهذيب الآثار" ص ١٠٥، والطبراني في "الكبير" (١١٠٦١)، وابن عدي في =