للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= أصل له ليس من حديث بن عباس ولا مجاهد ولا الأعمش ولا أبو معاوية حدّث به، وكلُّ من حدَّث بهذا المتن فإنما سرقه من أبي الصلت هذا، وقال الدارقطني في "تعليقاته على المجروحين" ص ١٧٩: قيل: إن أبا الصلت وضعه على أبي معاوية، وسرقه منه جماعة فحدَّثوا به عن أبي معاوية. وبنحو هذا قال ابن الجوزي في "الموضوعات" ٢/ ١١٨، وفي "المنتخب من علل الخلّال" لابن قدامة (١٢٠): أن الإمام أحمد سئل عن هذا الحديث فقال: قبّح الله أبا الصلت. وقال في رواية المرُّوذي عنه كما في "العلل ومعرفة الرجال" (٣٠٨): ما سمعنا بهذا. قلنا: والإمام أحمد من أشهر من روى عن أبي معاوية، روى عنه مئات الأحاديث، وهو ينفي أن يكون هذا من حديثه. وقال أبو بكر بن العربي في "أحكام القرآن" ٣/ ٨٦: هو حديث باطل، النبي مدينة علم وأبوابها أصحابه؛ ومنهم الباب المنفسح، ومنهم المتوسط، على قدر منازلهم في العلوم. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" ٧/ ٥١٥: يُعَدُّ في الموضوعات، وإن رواه الترمذي، وذكره ابن الجوزي وبيَّن أنَّ سائر طرقه موضوعة، والكذب يُعرَف من نفس متنه، فإن النبي إذا كان مدينةَ العلم، ولم يكن لها إلا باب واحد، ولم يبلِّغ عنه العلم إلا واحد، فَسَدَ أمرُ الإسلام، ولهذا اتفق المسلمون على أنه لا يجوز أن يكون المبلِّغُ عنه العلم واحدًا، بل يجب أن يكون المبلِّغون أهلَ التواتر الذين يحصل العلمُ بخبرهم للغائب.
وقد تعقب الذهبي في "تلخيص المستدرك" تصحيحَ الحاكم للحديث وتوثيقَه أبا الصلت فقال: بل موضوع، وأبو الصلت لا والله، لا ثقةٌ ولا مأمون.
قلنا: وفيه علّة أخرى، وهي عنعنة الأعمش عن مجاهد، وقد ذكر يعقوب بن شيبة في "مسنده" - كما في "إكمال تهذيب الإكمال" ٦/ ٩٢ - أنه قال لعلي بن المديني: كم سمع الأعمش من مجاهد؟ قال: لا يثبت منها إلا ما قال: سمعت هي نحوٌ من عشرة، وإنما أحاديثه عن مجاهد عن أبي يحيى القتّات وحَكيم بن جبير وهؤلاء. قلنا وهذان المذكوران ضعيفان منكرا الحديث، وحكيم أشدُّهما ضعفًا وهو أقرب إلى التَّرك، واتهمه الجوزجاني بالكذب. وقد جوّد القولَ في توهين هذا الحديث العلامة عبد الرحمن المعلّمي اليماني في تعليقه على كتاب "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للشوكاني ص ٣٤٩ - ٣٥٣، فانظره.
ومع ذلك فقد حسّنه العلائيُّ في "النقد الصحيح لما اعتُرض عليه من أحاديث المصابيح" (١٨)، وابن حجر في فُتيا له نقلها عنه السيوطي من خطّه في "اللالئ المصنوعة" ١/ ٣٠٦! وصحَّحه أيضًا الطبري في مسند عليّ من "تهذيب الآثار" ص ١٠٤ من حديث علي بن أبي طالب!!
وأخرجه ابن مَعِين في "معرفة الرجال" برواية ابن محرز عنه (١٧٨٨)، والطبري في مسند علي بن أبي طالب من "تهذيب الآثار" ص ١٠٥، والطبراني في "الكبير" (١١٠٦١)، وابن عدي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>