بل قد رُوي عن ابن عبّاس خلافُ ما وقع في رواية معاذ بن مسلم عن عطاء بن السائب، وهو ما أخرجه ابن أبي حاتم ٧/ ٢٢٢٤ و ٢٢٢٥ من طريق أبي داود الحَفَري، عن سفيان الثوري عن السُّدِّي، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: ﴿إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ هو المنذر وهو الهاد، يعني النبي ﷺ. وإسناده قويٌّ، لكن الأصحُّ أنه عن عكرمة من قوله لم يجاوزه، كما رواه وكيع وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان الثوري عند الطبري ١٣/ ١٠٦ و ١٠٧، والله أعلم. (١) إسناده ضعيف بمرّة من أجل الحُسين الأشقر - وهو ابن الحَسَن - فهو ليس بالقوي كما سبق قريبًا، ومنذرٌ الثوري - وهو ابن يعلى - شكّك ابن حبان في "الثقات" ٥/ ٤٢١ في سماعه من أم سلمة، وجزمَ الهيثميُّ في "مجمع الزوائد" ٩/ ١١٦ بأنه منقطع. وأخرجه البلاذري في "أنساب الأشراف" ٢/ ٣٥٥ عن إسحاق بن أبي إسرائيل، عن يحيى بن مَعِين، بهذا الإسناد. وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٤٣١٤)، وعنه أبو نعيم في "حلية الأولياء" ٩/ ٢٢٧ من طريق أحمد بن حنبل، عن الحُسين بن الحَسن الأشقر، به.