وخالفهم جميعًا يحيى بن هاشم بن كثير الغسّاني عند الحارث بن أبي أسامة كما في "بغية الباحث" للهيثمي (٩٨٠) وابن عبد البر في "الاستيعاب"، ص ٥٢٣، وفي التمهيد ٢/ ٣٠٥، فرواه عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن حنش بن المعتمر، عن عُليم الكندي، عن سلمان، ورفعه. ولكن يحيى بن هاشم هذا متهم بالكذب. لكنه لم ينفرد به كذلك بل رواه أيضًا الفضل بن الفضل أبو عبيدة البصري عند أبي الفتح الأزدي في "من وافق اسمه اسم أبيه" (٧٠)، ولكن الفضل بن الفضل هذا ليِّن الحديث. فالأشبه إذًا من ذلك كله رواية من رواه عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عُليم الكندي، عن سلمان موقوفًا، وعُلَيم هذا فيه جهالة، وانفرد به فلا يصحُّ، ولا محلّ حينئذٍ لقول ابن عبد البر في "الاستيعاب" وقول السيوطي في "الآلئ" بأنه على وقفه له حكم الرفع، لانه لا يُدرك بالرأي، فهذا محلُّه عند صحة الإسناد، وليس هو هنا كذلك، والله تعالى أعلم.