وقد تبيَّن من رواية أخرى عن مالك بن دينار عند ابن سعد ٣/ ٢٣ أحسن من رواية أحمد بن حنبل وأقوى رجالًا: أنَّ الذي أخبر مالك بن دينار بذلك هو معبدٌ الجُهني، حيث جاء فيها ما نصُّه: فقال لي معبدٌ الجهني: أنا أُخبِرك، كان يحملها في المسير ابن ميسرة العَبْسي، فإذا كان القتالُ أخذها علي بن أبي طالب. ومعبدٌ الجُهني تابعيّ وهو أول من تكلَّم في القدر زمن الصحابة، وهو قويٌّ في الرواية، فخبره هذا مرسَلٌ لا بأس به. ولكن لا بدّ من تقييد ذلك بأنَّ عليًّا إنما كان حامل راية المهاجرين دون غيرهم كما تقدم بيانه مفصلًا برقم (٤٦٣٣) و (٤٦٣٤). (١) لم نقف عليه فيما بأيدينا من مصادر الرواية، على أنَّ زَنْفَلًا هذا من تبع الأتباع، وهو ضعيف الحديث. (٢) إسناده ضعيف من أجل أبي ربيعة الإيادي - وهو عمر بن ربيعة - فإنه إنما يقبل حديثه في الاعتبار، وقد روي حديثه هذا من طريق آخر عن أنس لكن لا يصح كما سيأتي. وأخرجه الترمذي (٣٧٩٧) من طريق وكيع بن الجراح عن الحسن بن صالح بن حيٍّ، بهذا الإسناد. وقال: حديث حسن غريب. وله طريق أخرى عن أنس عند بحشل في "تاريخ واسط" ص ٦٩، والطبراني في "الكبير" (٦٠٤٥)، وأبي نعيم في "الحلية" ١/ ١٤٢ و ١٩٠، وفي "صفة الجنة" (٨٤)، وفي "معرفة الصحابة" (٣٣٤٦)، =