وأما خِطبة عمر لأم كلثوم وزواجه منها، فقد أخرجه سعيد بن منصور (٥٢١)، وابن عبد البر في "الاستيعاب" ص ٩٦٢ وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر محمد بن علي قال: خطب عمر بن الخطاب ابنة عليّ، فذكر منها صِغرًا، فقالوا له: إنما أدركَتْ، فعاوده، فقال: نرسل بها إليك تنظر إليها، فرضيها، فكشف عن ساقها، فقالت: أرسِلْ لولا أنك أمير المؤمنين للطمتُ عينيك. وليس فيه المرفوع الذي رواه عمر بن الخطاب، وإسناده صحيح إلى أبي جعفر محمد بن علي، واعتلال عليّ في هذه الرواية يختلف عن اعتلاله في رواية جعفر بن محمد. وأخرجه ابن السكن في "صحاحه" كما في "التلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر ٣/ ١٤٣، والطبراني في "الأوسط" (٦٦٠٩)، والبيهقي ٧/ ٦٤ و ١١٤ من طريق ابن جريج، أخبرني ابن أبي مُليكة، أخبرني حسن بن حسن، عن أبيه: أنَّ عمر … فذكر القصة بنحو رواية عمرو بن دينار عن محمد بن علي الباقر من الاعتلال بصغر أم كلثوم، وعنده زيادة في القصة، وحسن بن حسن هذا: هو ابن علي بن أبي طالب، فهذه رواية موصولة، لكن في الإسناد إلى ابن جريج عند الطبراني والبيهقي سفيان بن وكيع بن الجراح، وهو ضعيف يُعتبر به في المتابعات والشواهد. وروي بعضُ هذه القصة من مرسل الحسن البصري عند ابن أبي شيبة ٤/ ٣٤٥ من طريق إسماعيل ابن عُليّة، عن يونس بن عُبيد، عن الحسن البصري، فذكر خِطبة عمر إلى عليّ ابنتَه أم كلثوم، واعتلال عليّ بصغرها، ثم ذكر نحو ما زاده عمرو بن دينار في روايته عن محمد بن علي الباقر. ورجاله ثقات لولا إرساله.