للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله من امرأته (١).

هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.


(١) إسناده ضعيف، جميع بن عمير ضعيف منكر الحديث، وبه أعله الذهبي في "تلخيصه" حيث قال: جُميع متّهم، ولم تقل عائشةُ هذا أصلًا. قلنا: وقد حسّنه الترمذي كما سيأتي.
أبو إسحاق الشَّيباني: هو سليمان بن أبي سليمان.
وأخرجه النسائي (٨٤٤٣) من طريق عبد العزيز بن الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن رجاء، به.
وأخرجه النسائي (٨٤٤٢) من طريق عبد الملك بن أبي غَنيّة، عن أبي إسحاق الشيباني، به.
وسيأتي عند المصنف برقم (٤٧٩٩) من طريق أبي الجَحاف داود بن أبي عوف عن جُميع. ومن هذا الطريق خرّجه الترمذي (٣٨٧٤) وزاد عن بعض رواته قال: يعني من أهل بيته. وقال الترمذي: حديث حسن غريب.
وفي هذا الباب أيضًا حديث بُريدة الأسلمي الآتي عند المصنف برقم (٤٧٨٨). وإسناده حسن.
ويشهد لذكر علي دون فاطمة حديثُ النعمان بن بشير عند أحمد ٣٠/ (١٨٤٢١)، والنسائي (٩١١٠) وغيرهما، قال: استأذن أبو بكر علي رسول الله ، فسمع صوت عائشة عاليًا، وهي تقول: والله لقد علمتُ أنَّ عليًّا أحبُّ إليك من أبي … فذكر قصة. وإسناده حسن.
ويشهد لذكر فاطمة دون عليٍّ حديث عمر بن الخطاب الآتي برقم (٤٧٨٩): أنَّ عمر قال: يا فاطمة ما رأيتُ أحدًا أحبّ إلى رسول الله منك … لكن في لفظه خلاف كما سيأتي هناك.
وهذه الأحاديث معارَضة بحديث عمرو بن العاص الآتي عند المصنف برقم (٦٨٨٩) و (٦٨٩٠)، وهو في "الصحيحين": أنه سأل رسول الله : أي الناس أحبُّ إليك؟ قال: "عائشة" فقلت: من الرجال؟ فقال: "أبوها".
وبما رواه عبد الله بن شقيق - كما سلف عند المصنف برقم (٤٤٩٥) - قال: سألت عائشة: أي أصحاب رسول الله كان أحبّ إليه؟ قالت: أبو بكر ثم عمر، ثم أبو عبيدة بن الجراح.
لكن ذكر الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" ١٣/ ٣٢٨ - ٣٢٩ بعد إيراده هذه الأخبار المتعارض ظاهرها أنه لا تعارض، لأنَّ عمرو بن العاص قد أراد بسؤاله الناس الذين هم سوى أهل بيته، وأنَّ النبي علم مراده فأجاب بجوابه الذي أجاب به، وأن عائشة أجابت بما يقع في قلبها مما كان عليه ، وقد يكون على خلاف ذلك، أو أنها أرادت أيضًا أحبَّ الناس إليه سوى أهل بيته بنحو قصد عمرو بن العاص من سؤاله. وانظر "فتح الباري" ١١/ ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>