وقاله كذلك ابن شهاب الزُّهري كما رواه عنه المصنف في "فضائل فاطمة" (٧٩)، ومن طريقه ابن عساكر ٣/ ١٦١. وخالفهم عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عند الطحاوي في "شرح المشكل" بإثر الحديث (١٤٢)، فقال: كان سنُّها الذي ماتت عليه خمسًا وعشرين سنة. وهذا أقوى مما نقله عنه الزبير بن بكار بسند آخر فيما رواه عنه ابن أبي خيثمة في السفر الثالث من "تاريخه" (١٦٠٨) أنها بلغت ثلاثين. وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" ٢/ ٣٢: الصحيح أن عمرها أربع وعشرون سنة. وهذا قريب من قول عبد الله بن حسن المتقدم. وسيأتي عن جعفر بن محمد الصادق برقم (٤٨٢١) أنَّ فاطمة ماتت وهي ابنة إحدى وعشرين. وأخرج قول عائشة في وقت وفاة فاطمة ضمن قصة مجيئها إلى أبي بكر تسأله ميراثها: أحمد ١ / (٢٥)، والبخاري (٣٠٣٩)، ومسلم (١٧٥٩) من طريق صالح بن كيسان، والبخاري (٤٢٤٠) ومسلم (١٧٥٩)، وابن حبان (٦٦٠٧) من طريق عُقيل بن خالد الأيلي، وابن حبان (٤٨٢٣) من طريق شعيب بن أبي حمزة، ثلاثتهم عن الزهري به. وفصل صالح بن كيسان في رواية أحمد ومسلم هذا القول من حديث عائشة بلفظة: "قال" كأنه يشير إلى أنه ليس من قول عائشة. وقد جاء في رواية للبيهقي في "سننه الكبرى" ٦/ ٣٠٠ من رواية أحمد بن منصور، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، به. فذكر حديث عائشة وقال في أثنائه: قال معمر: قلت للزهري: كم مكثت فاطمة بعد النبي ﷺ؟ قال: ستة أشهر. وجاء مفردًا من قول الزهري في روايتين عند ابن عساكر ٣/ ١٦١، إحداهما من رواية أبي زرعة الرازي عن أبي اليمان الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة، وهي في "تاريخ أبي زرعة" ١/ ٢٩٠. وعند البخاري في "تاريخه الأوسط" (٩٣) عن أبي اليمان، عن شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة، وذكر الحديث قال: وعاشت فاطمة بعد النبي ﷺ ستة أشهر. ففصل البخاري القول المذكور بلفظة "قال" موافقًا رواية أبي زرعة الدمشقي عن أبي اليمان، وموافقًا كذلك الرواية صالح بن كيسان عند أحمد ومسلم كما سبق، فالله تعالى أعلم. وسيأتي بعده من رواية عبد الرزاق عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة من قولها مفردًا، =