وقد روي هذا الخبر عن غير واحدٍ من الصحابة بأسانيد لا يُفرح بشيء منها البتة. ففي الباب عن عمر بن الخطاب عند أبي بكر القطيعي في زياداته على "فضائل الصحابة" لأحمد بن حنبل (١٠٧٠)، وعنه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (٢١٥) عن محمد بن يونس الكُديمي، والطبراني في "الكبير" (٢٦٣١) عن محمد بن زكريا الغلابي، كلاهما عن بشر - ويقال: بشير - بن مهران، عن شريك النخعي، عن شبيب بن غرقدة، عن المستظل بن حصين، عن عمر بن الخطاب. وبشر بن مهران هذا هو الخصاف، وهو ضعيف، والراويان عنه متروكان. وفي الباب كذلك عن فاطمة بنت رسول الله ﷺ عند أبي يعلى (٦٧٤١)، والعُقيلي في "الضعفاء" (١١٨٥)، والطبراني في "الكبير" (٢٦٣٢) و ٢٢ / (١٠٤٢)، والمصنف في "فضائل فاطمة" (٢١٨)، والخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" ١٣/ ١٦٣ و ١٦٤، وابن عساكر ٧٠/ ١٤، وابن الجوزي في "العلل المتناهية" (٤١٨) من طريق شيبة نعامة، عن فاطمة بنت الحسين بن علي، عن جدتها فاطمة الزهراء. وشيبة بن نعامة هذا ضعيف، وقال ابن حبان في "المجروحين" ١/ ٣٦٢: لا يجوز الاحتجاج به. وفاطمة بنت الحسين لم تدرك جدتها فاطمة الزهراء. (١) كذا في رواية الحاكم، وهو خطأ، لأنَّ صحابي الحديث هنا هو يعلى بن مرة كما قيَّده بعضُ من روى هذا الحديث عن عبد الله عثمان بن خُثيم، وهذا هو الذي يُنسب ثقفيًا، وفي الصحابة بن من اسمه يعلى بن مُنْية - ويقال: أمية، ومنية ألله - لكنه تميمي لا ثقفي، وليس هو بصاحب هذا الحديث، والحاكم ساق الحديث هنا بلفظ محمد بن علي بن بطحاء، كما تدل عليه رواية البيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ٢٠٢، إذ اقتصر فيها على رواية الحاكم عن علي بن حمشاذ عن =