للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فصالح الحسنُ معاوية وسلَّم الأمر له، وبايعه بالخلافة على شروطٍ ووثائق، وحَمَلَ معاوية إلى الحسن مالًا عظيمًا يقال: خمس مئة ألف ألف درهم، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وإنما كان وَلِيَ إلى أن سَلَّمَ الأمرَ (١) لمعاوية سبعة أشهرٍ وأحد عشر يومًا (٢).

٤٨٦٩ - فأخبرنا عبد الرحمن بن حَمْدان والحُسين بن الحسن، قالا: حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثنا أشعث بن عبد الملك، عن الحسن عن أبي بَكْرة، قال: قال رسول الله الحسن بن علي: "إِنَّ ابني هذا سيِّدٌ، لعل الله أن يُصلِحَ به بين فئتين من المسلمين عظيمتين" (٣).


(١) المثبت من (م) و (ع)، وجاءت العبارة في بقية النسخ مُشوّشة.
(٢) إسناده صحيح. الحميدي: هو عبد الله بن الزبير بن عيسى الأسدي، وسفيان: هو ابن عُيينة وأبو موسى: هو إسرائيل بن موسى، والحسن: هو ابن أبي الحسن البصري.
وأخرجه البخاري (٢٧٠٤) عن عبد الله بن محمد المُسنَدي، و (٧١٠٩) عن علي بن عبد الله المديني، كلاهما عن سفيان بن عيينة، به. وزادا: أن معاوية أرسل مع عبد الرحمن بن سمُرة رجلًا آخر هو عبد الله بن عامر بن كُريز، ولم يذكرا فيه ما أعطاه معاوية للحسن من مالٍ عظيم، ولا مدة خلافة الحسن بن علي.
وقوله: يقال: خمس مئة ألف ألف درهم، كذلك جاء في نسخ "المستدرك"، وضُبِّب في (ز) على الألف الثانية، والظاهر أنَّ ذكر الألف الثانية وهمٌ، فقد روى عبد الله بن بُريدة بسند قوي عند ابن أبي شيبة ١١/ ٩٤، وأبي عروبة الحراني في "الأوائل" (١٦٨) وغيرهما: أن معاوية قال للحسن بن علي: لأُجيزنّك بجائزة لم أُجِزْ بها أحدًا قبلك، ولا أُجيزُ بها أحدًا بعدك من العرب، فأجازه بأربع مئة ألف درهم، فقبلها. وهذا يؤيد الوهم في زيادة الألف الثانية.
(٣) إسناده صحيح. وقد اختلف فيه على الحسن - وهو البصري - في وصله وإرساله، وفي تسمية صحابيِّه اختلافًا لا يضر مثله كما سيأتي بيانه.
وأخرجه أبو داود (٤٦٦٢) عن محمد بن المثنى، والترمذي (٣٧٧٣) عن محمد بن بشار، كلاهما عن محمد بن عبد الله الأنصاري، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه النسائي (١٠٠١١) من طريق خالد بن الحارث، عن أشعث بن عبد الملك، عن الحسن، عن بعض أصحاب النبي ؛ يعني أنسًا، فذكر مثله. وهذا خطأ من خالد بن الحارث فيما نظنُّ،=

<<  <  ج: ص:  >  >>