وقد جزم الدارقطني بأنَّ محمدًا وأخاه عُبيد الله قد أغربا بهذا الحديث، ولو استحضرَ الدارقطني رواية محمد بن إسحاق متابِعًا لهما لما جزم بذلك، والله أعلم. وبناءً على ما كان يراهُ الدارقطنيّ رجَّحَ روايةَ جماعةٍ من الثقات لهذا الخبر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وهو الحديث الآتي عند المصنّف برقم (٤٩١٤)، ولكن لما علمنا عدم انفراد ابني المنذر بن الزبير به عن هشام ومتابعة محمد بن إسحاق لهما اقتضى ذلك أن تكون كلتا الروايتين محفوظتين، خصوصًا وأنَّ عروة بن الزبير واسع الرواية، فلا يبعد سماعه لهذا الخبر من غير واحدٍ. ومما يؤيد صحة ذلك أنَّ الزُّهْري روى هذا الخبر عن عروة بن الزبير مرسلًا، كما أخرجه معمر بن راشد في "جامعه" (٢٠٩٢٠)، وأحمد في "فضائل الصحابة" (١٥٧٤)، والدولابي في "الذرية الطاهرة" (٣٤) و (٣٥)، وأبو عوانة في "صحيحه" (٢٢٩)، وابن منده في "الإيمان" (٦٨٢) وغيرهم، فكأنَّ عروة لما رواه عن غير واحدٍ أراد الاختصار هنا فأرسله والله أعلم. وأخرجه ابن حبان (٧٠٠٥) من طريق العبّاس بن عبد العظيم، عن وهب بن جَرِير بهذا الإسناد. وسيأتي بعده من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق. وفي الباب عن أبي هريرة سيأتي برقم (٤٩١١). وعن عبد الله بن أبي أَوفى عند أحمد ٣١ / (١٩١٢٨)، والبخاري (١٧٩٢)، ومسلم (٢٤٣٣). والقَصَب: لؤلؤ مجوَّف واسع، كالقصر المُنيف. والصَّخَب: اختلاط الأصوات. والنَّصَب: التعب. (١) حديث صحيح، وهذا إسناد حسن كسابقه. وهو في "مسند أحمد" ٣/ (١٧٥٨).