وأخرجه النسائي (٢١٩٣) من طريق عُبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله ﷺ، قال: هذا الذي تحرك له العرشُ، وفُتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفًا من الملائكة، لقد ضُمَّ ضمةً ثم فُرِّج عنه". يعني سعد بن معاذ. ورجاله ثقات أيضًا، لكنه اختُلف في وصله وإرساله عن عُبيد الله بن عمر كما بيّنه ابن أبي حاتم في "العلل" (٢٥٩٩)، والإرسال أصحّ، وفيه اختلاف آخر عن نافع كما هو مبيَّن في "مسند أحمد" عند الحديث ٤٠/ (٢٤٢٨٣). والسرير المراد به الذي سُجِّي عليه سعدُ بن معاذ، وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ١/ ٢٩٧: تفسيره بالسرير ما أدري أهو من قول ابن عمر أو من قول مجاهد؟ وهذا تأويل لا يفيد، فقد جاء ثابتًا: "عرش الرحمن" و "عرش الله"، والعرش خلق الله مسخّر، إذا شاء أن يهتزَّ اهتزَّ بمشيئة الله، وجعل فيه شعورًا لحب سعدٍ، كما جعل تعالى شعورًا في جبل أُحُد بحبه النَّبِيَّ ﷺ، وقال تعالى: ﴿يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ﴾، وقال: ﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ﴾، ثم عمم فقال: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ وهذا حقٌّ، وفي "صحيح البخاري" قال ابن مسعود: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل. وهذا باب واسعٌ سبيله الإيمان. (١) إسناده محتمل للتحسين من أجل إسحاق بن راشد. وهو الكوفي - فقد ترجم له الخطيب في "المتفق والمفترق" ١/ ٤١٨ - ٤١٩ وذكر أنه روى عنه أيضًا مسعر بن كدام. وذكره ابن حبان في "الثقات". وأخرجه أحمد ٤٥/ (٢٧٥٨١) عن يزيد بن هارون، بهذا الإسناد. قوله: "يَرقأُ دَمعُك"؛ أي: يسكن وينقطع.